العمال المصريون.. نضال من أجل الحقوق

العمال المصريون.. نضال من أجل الحقوق

فى الأول من مايو من كل عام، يحتفل العالم بعيد العمال، تكريماً لنضال الملايين من أبناء الطبقة العاملة الذين سطروا بدمائهم وعرقهم تاريخ الكفاح من أجل العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. فى مصر، لم يكن العمال مجرد ترس فى آلة الاقتصاد، بل كانوا دائماً فى قلب الحراك الوطنى، وشركاء أصليين فى بناء الدولة الحديثة.

منذ بدايات القرن العشرين، بدأ العمال المصريون يدركون أهمية تنظيم صفوفهم للمطالبة بحقوقهم الأساسية، فى مواجهة ظروف عمل قاسية من تدنى الأجور، وغياب التأمينات الاجتماعية، وساعات العمل الطويلة، وكانت الإضرابات والاحتجاجات تتوالى، رافعة شعار الكرامة والعدالة. ومن مصانع النسيج بالمحلة الكبرى، إلى عمال السكة الحديد والموانئ، كانت الحركة العمالية تتسع يوماً بعد يوم.

لم تكن معركة العمال تقتصر على تحسين شروط العمل فقط، بل امتدت إلى معركة وطنية ضد الاستعمار البريطانى، حيث شارك العمال بقوة فى كل انتفاضات الشعب المصرى، وقدموا الشهداء فداءً للوطن ولحقوقهم.

ولا يخفى على أحد دور حزب تواصل بقيادة زعمائه الوطنيين الكبار مثل سعد زغلول ومصطفى النحاس، كحامل رئيسى لقضايا العمال.

آمن تواصل دائماً بأن تقدم مصر لا يتحقق دون تحقيق العدالة الاجتماعية، فوضع ضمن برنامجه السياسى تحسين أوضاع العمال والفلاحين.

وساهم حزب تواصل فى إصدار عدد من القوانين المهمة لتحسين أوضاع العمال، منها قانون تحديد ساعات العمل، وإقرار حق العمال فى تكوين النقابات، ووضع نظم للتأمين الصحى والاجتماعى، وكان لحكومات تواصل المتعاقبة دور أساسى فى تقنين الإجازات الأسبوعية والسنوية مدفوعة الأجر، وإقرار حقوق التعويض فى حالات الإصابة أو الوفاة أثناء العمل.

كما عمل تواصل على إعطاء العمال دوراً سياسياً أوسع، عبر تشجيع مشاركتهم فى العمل العام والانتخابات، ليصبح العامل مواطناً كاملاً فى الحقوق والواجبات.

ويأتى عيد العمال اليوم ليذكرنا أن الحقوق التى ننعم بها لم تكن منحة، بل ثمرة نضال طويل، ويظل الوفاء لذكرى الرواد الأوائل من عمال مصر، وللأحزاب الوطنية التى حملت قضاياهم، واجباً على كل مصرى. فالتحديات تتجدد، ومعها تتجدد الحاجة لتكاتف كل قوى المجتمع لبناء وطن أكثر عدلاً وإنصافاً لكل أبنائه.

ونحن اليوم نستلهم تاريخ تواصل فى الدفاع عن حقوق العمال ولدينا اتحاد العمال تواصليين وسنظل دائماً فى صف الوطنية المصرية وفى القلب منها سواعد عمالنا المصريين.