الأزهر يحذر: جرائم الأطفال تهديد لمستقبل الأمة

الأزهر يحذر: جرائم الأطفال تهديد لمستقبل الأمة

حذر الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، من خطورة التهاون في حقوق الأطفال، مؤكدًا أن “كل جريمة في حق طفل هي جريمة في حق المجتمع بأكمله.

وأوضح الهواري أن الطفولة ليست مرحلة للتسلية أو اللهو، بل هي الأساس المتين لبناء إنسان صالح، مشددًا على أن التقصير في تربية الأطفال أو تعريضهم للأذى، سواء كان ماديًا أو معنويًا، هو تقصير في حق مستقبل الأمة، وأن الأطفال هم زينة الحياة الدنيا التي يجب الحفاظ عليها بكل السبل.

وأشار إلى أن واقع المجتمع اليوم يثبت أننا لم نُعطِ الطفولة حقها الكامل، مؤكدًا أن الإسلام وضع أسس التربية السليمة منذ ما قبل ولادة الطفل، بدايةً من اختيار الزوج والزوجة، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «فاظفر بذات الدين تربت يداك»، وحديثه الآخر: «إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه».

واستدل الهواري بقصة الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين عاتب أبًا على تقصيره في حقوق ابنه، قبل أن يلوم الابن على عقوق والده، ليؤكد أن كثيرًا من صور العقوق تبدأ من تقصير الآباء أنفسهم.

وانتقد الهواري ظاهرة ترك الأطفال أمام الشاشات دون رقابة، واصفًا هذا السلوك بأنه “تسليم للأطفال إلى محتوى مشوّه من العري، والشذوذ، والأفكار المنحرفة”، محذرًا من أن هذه الممارسات أدت في بعض الحالات إلى الانتحار أو ارتكاب الجرائم، نتيجة التعرض لألعاب إلكترونية خطيرة أو الابتزاز الإلكتروني.

كما حذر من استخدام الأبناء كأدوات للانتقام في الخلافات الزوجية، قائلًا إن “مجالس الرؤية تحولت إلى ساحات للكراهية والانتقام”، ناسيًا الوالدان أن “الضحية الحقيقية هم الأطفال”، داعيًا إلى تطبيق مبدأ “إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان” في حالة الطلاق، دون تحريض الطفل ضد أحد الأبوين.

وأكد الهواري على ضرورة أن تتحمل المؤسسات التربوية والدينية والإعلامية مسؤولياتها، مشيرًا إلى أن تشويه الطفولة يعني تشويه المستقبل، داعيًا المعلمين إلى تربية الأطفال قبل تعليمهم، ووسائل الإعلام إلى تقديم محتوى يحترم القيم ويراعي براءة الطفولة.

وفي الختام، شدد على أهمية غرس الشعور بالقيمة داخل الأطفال، مؤكدًا أن النظرة الدونية لهم تدفعهم للبحث عن إثبات الذات في مسارات خطرة.

 وقال: “من واجبنا أن نوفر لأطفالنا بيئة آمنة ونقية ليستمتعوا بطفولتهم ببراءة كاملة، لأن مستقبل أمتنا مرهون بسلامة هذه المرحلة ونقائها”.