تعرف على سلاح المؤمن في زمن الفتن.. سبيلك للنجاة

تناول الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق معاني الصبر والثبات على الحق، حيث أكد أن رسول الله ﷺ ترك الأمة على “المحجة البيضاء” التي ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، موضحًا أن تمسك المسلمين بهذه المحجة هو ما أخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم.
وأوضح جمعة عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك، أن النبي ﷺ ربّى الأمة على الأخلاق الفاضلة، فأمرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأوصاهم بالنصيحة الخالصة لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
وأضاف أن من أعظم هذه الأخلاق التي أوصى بها النبي الكريم هو الصبر الجميل، مستشهدًا بقوله تعالى:{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18].
وأشار الدكتور جمعة إلى أن المؤمن مأجور في كل حالاته، فإن خالط الناس وصبر على أذاهم كان له أجران، وإن اعتزلهم وأصلح نفسه فله أجر، مستندًا إلى حديث النبي ﷺ:
“عجبًا لأمر المؤمن! إن أمره كله خير؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له”.
ونوّه بأن الإسلام علم الإنسان كيف يكون إنسانًا، وكيف يعمّر الأرض من خلال عبادة الله وتزكية النفس، مشيرًا إلى أن أعظم رسالة تركها رسول الله ﷺ هي أن يبلغ كل مسلم ما تعلمه ولو آية واحدة.
وفي سياق حديثه عن الفتن في العصر الحالي، أعرب الدكتور علي جمعة عن أسفه لانتشار صور الإساءة للدين، من سب لله، وازدراء للشريعة، ودعوات صريحة إلى الفساد، مؤكدًا أن هذا الواقع المؤلم لا يمنع وجود فئة ما زالت قائمة بالحق، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، امتثالًا لقوله ﷺ:
“لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله”.
واختتم جمعة خطبته بالتأكيد على أن التمسك بمنهج النبوة، والصبر الجميل في مواجهة الابتلاءات، هو السبيل للثبات والنجاة في الدنيا والآخرة.