“صلاة تيسير الأمور”.. حكمها وأصلها الشرعي

يتداول كثير من الناس مصطلح “صلاة تيسير الأمور” على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مجالس العامة، ويتساءلون عن مشروعيتها، وما إذا كانت تُعد عبادة مستقلة في الشريعة الإسلامية.
صلاة تيسير الأمور
وقد أوضح الفقهاء أن “صلاة تيسير الأمور” ليست واردة بهذا الاسم في كتب السنة أو الفقه، وإنما يُقصد بها في العرف “صلاة الحاجة”، وهي صلاة مسنونة يُرغب في أدائها عند الضيق أو طلب حاجة من الله سبحانه وتعالى.
ويُستدل على مشروعيتها بما رُوي عن عبد الله بن أبي أوفى، أن النبي ﷺ قال:”من كانت له إلى الله حاجة، أو إلى أحد من بني آدم، فليتوضأ، وليحسن الوضوء، ثم ليُصل ركعتين، ثم ليثنِ على الله، وليصل على النبي ﷺ، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين… وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك…”[رواه الترمذي، وقال العلماء: الحديث ضعيف، ولكن ضعفه يسير، ويُعمل به في فضائل الأعمال لا في الأحكام].
وأكد العلماء أن العمل بهذا الحديث جائز في باب فضائل الأعمال، لما فيه من الترغيب في اللجوء إلى الله والدعاء بين يديه بعد أداء ركعتين خاشعتين، وهو ما درج عليه المسلمون من قديم.
كيفية صلاة الحاجة:
يصلي المسلم ركعتين كما ورد، ثم يثني على الله ويحمده، ويُكثر من الصلاة على النبي ﷺ، ثم يدعو بما شاء من حاجات الدنيا والآخرة، سواء تيسيرًا أو فرجًا أو رزقًا أو غيره، مُوقنًا بالإجابة من الكريم الرحيم.
وفي حديث آخر قال رسول الله ﷺ:
“من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم صلى ركعتين بتمامهما، أعطاه الله ما سأل، عاجله أو آجله”، وهو حديث يبين عِظم الرجاء في استجابة الدعاء عند الإقبال على الله بخشوع ويقين.
وختم العلماء بقولهم إن النية في مثل هذه الأمور هي الأهم، فليس الاسم هو الأصل، وإنما الإخلاص والتوجه لله تعالى، سواء سُميت الصلاة “حاجة” أو “تيسير أمور”، فالمقصد واحد: اللجوء إلى الله في وقت الشدة.
أدعية لقضاء الحاجة
اللهم يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيتَ به أجبت، وإذا سُئلتَ به أعطيت، أن تقضي حاجتي وتفرّج همي وتزيل كربي.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً، فسهّل لي أمري واقضِ حاجتي.
اللهم إنّي عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل
اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي، فاقبل معذرتي، وتعلم حاجتي فاقضها لي، وتعلم ما في نفسي فاغفر لي،
اللهم إن كانت حاجتي خيرًا لي في ديني ودنياي وآخرتي، فقضها لي ويسّرها، وإن كانت شرًا فاصرفها
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، واقضِ عني دَيني واغنني من فضلك.