ذكر يحمل مفتاح النجاة وكنز الأجر.. لا تتركه

قال الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط، أن إحدى فضائل الذكر، متمثلة في الإكثار من “الباقيات الصالحات”، وهي الكلمات التي ورد الحث عليها في حديث نبوي شريف.
وأشار الدكتور مرزوق إلى الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي ﷺ أنه قال:
“استكثروا من الباقيات الصالحات”، فسأله الصحابة: وما هي يا رسول الله؟ قال: “الملة”، ثم أعادوا السؤال مرارًا حتى أجابهم ﷺ: “التكبير، والتهليل، والتسبيح، والتحميد، ولا حول ولا قوة إلا بالله”.
وأوضح الدكتور مرزوق في تعليقاته على الحديث أن “الملة” هنا تعني الدين، وسميت هذه الكلمات بذلك لأنها تُجمِل أصل الدين، وهو توحيد الله وتعظيمه وتنزيهه.
وقد نقل عن كتاب الفتح الرباني (ج 14، ص 220) هذا التفسير، مؤكدًا أن تلك الكلمات تُعَدّ من أصول العقيدة والعبادة، لما تحمله من معانٍ عميقة في توحيد الله وتمجيده.
وأشار فضيلته إلى أن الحديث قد ورد في “مسند الإمام أحمد” برقم (11731)، وعلّق عليه الشيخ الأرنؤوط بأنه “حسن لغيره” رغم ضعف الإسناد الأصلي، مما يجعله مقبولًا للاستئناس به في فضائل الأعمال.
وأضاف الدكتور مختار أن هذا الذكر العظيم يجمع بين تسبيح الله (سبحان الله)، وحمده (الحمد لله)، وتوحيده (لا إله إلا الله)، وتعظيمه (الله أكبر)، والاستسلام التام لقدره (لا حول ولا قوة إلا بالله)، ولذلك دعا النبي ﷺ إلى الإكثار منها، وسمّاها “الباقيات الصالحات”، أي التي تبقى وتنفع العبد في الدنيا والآخرة.