الدفاع المدني بغزة: مقتل 42 فلسطينيًا والعمليات الإنسانية على وشك الانهيار التام

الدفاع المدني بغزة: مقتل 42 فلسطينيًا والعمليات الإنسانية على وشك الانهيار التام

أعلن الدفاع المدني في غزة عن مقتل 42 فلسطينيًا على الأقل أمس الجمعة، في غارات إسرائيلية على القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب ويرزح تحت حصار إسرائيلي شامل منذ شهرين، فيما رسمت وكالات إغاثة الجمعة صورة قاتمة عن أطفال يتضورون جوعًا ومعارك للحصول على المياه، وسط تقارير عن اقتراب واشنطن وتل أبيب من الاتفاق على استئناف وصول المساعدات.

 

وقال موقع أكسيوس الإخباري نقلا عن مسؤولين إسرائيليين ومصدر أمريكي إن الولايات المتحدة وإسرائيل وممثلين عن مؤسسة دولية جديدة على وشك التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية استئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في غزة، دون سيطرة حماس عليها.

وقال مسؤول في المجلس النروجي للاجئين غافين كيليهر الذي عاد مؤخرا من غزة “أعتقد أننا نستطيع أن نؤكد أنه إذا استمر الوضع على هذا النحو، فإن آلاف الأشخاص سيموتون، بدءا من الأكثر ضعفا”.

وحذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجمعة من أنّ العمليات الإنسانية في قطاع غزة “على وشك الانهيار التام”.

وأكدت أنّه “بدون اتخاذ إجراءات فورية، ستنحدر غزة إلى مزيد من الفوضى التي لن تتمكن الجهود الإنسانية من التخفيف منها”.

ويعيش نحو 2,4 مليون شخص في القطاع الصغير في ظروف كارثية، بعد 18 شهرا من الحرب التي خلفت 52500 قتيل على الأقل، معظمهم من المدنيين في الجانب الفلسطيني.

وتمنع السلطات الإسرائيلية دخول أي مساعدات إنسانية بهدف إجبار حركة حماس التي تسيطر على القطاع على إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم منذ هجومها على جنوب اسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن قبل أسبوع أنّه “استنفد آخر مخزوناته الغذائية المتبقية”، كما أغلقت المخابز الـ25 التي يدعمها البرنامج أبوابها بسبب نقص الدقيق والوقود.

وأكدت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أولغا تشيريفكو، في حديث عبر الفيديو من غزة للصحافيين في جنيف، أن “مخزونات الغذاء نفدت تقريبا”.

وأضافت أن المطابخ المجتمعية بدأت في الإغلاق، وبات عدد متزايد من الناس يعانون من الجوع”، مشيرة إلى تقارير عن وفاة أطفال وأشخاص ضعفاء بسبب سوء التغذية.

وحذّرت المسؤولة التي تعمل في غزة منذ عشر سنوات من أن “الحصار قاتل” و”الوصول إلى المياه يصبح مستحيلا أيضا”.

وروت للصحافيين أن “تحت هذا المبنى مباشرة، هناك أناس يتقاتلون من أجل الحصول على المياه”.

وقالت “وصلت شاحنة صهريج للتو، والناس يتقاتلون للحصول على المياه”.

وقال غافين كيليهر “شهدنا زيادة فيما نسميه النهب بسبب الحاجة في مختلف أنحاء غزة… وما يحدث حاليا هو انهيار منظم للنظام المدني”.

وقالت غادة الحداد مسؤولة الإعلام في منظمة أوكسفام الدولية غير الحكومية في غزة، إنها شاهدت أما تشتري حبة طماطم بخمسة شواكل (1,4 دولار) وتقطع الثمرة لتشاركها مع أطفالها الأربعة.

ورأى كيليهر أن إسرائيل “خلقت أيضا وضعا لا يستطيع فيه الفلسطينيون زراعة طعامهم” أو صيد الأسماك.

وأضافت “غزة مهدمة والشوارع يكسوها الركام… وفي كثير من الأحيان، ترتفع صرخات الجرحى المروعة إلى السماء بعد دوي انفجار جديد يصم الآذان”.

كما نددت تشيريفكو بالنزوح الجماعي، مع اضطرار جميع سكان غزة تقريبا إلى النزوح مرات عدة، إما بحثا عن مأوى أو امتثالا للأوامر الإسرائيلية.

ومنذ فشل وقف إطلاق النار القصير الذي استمر بضعة أسابيع في منتصف آذار/مارس، “أُجبر أكثر من 420 ألف شخص على الفرار مرة أخرى، وكثيرون منهم حملوا فقط ملابسهم على ظهورهم، ووصلوا إلى ملاجئ مكتظة بينما يتم استهدافهم” مع تواصل القصف.

وقال باسكال هوندت نائب مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان الجمعة “يواجه المدنيون في غزة صراعا يوميا هائلا من أجل البقاء في مواجهة مخاطر القتال، والتعامل مع النزوح المستمر، وتحمّل عواقب الحرمان من المساعدات الإنسانية العاجلة”.

ووصف مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايك رايان الوضع في غزة بأنه “فظيع”.

وقال في مؤتمر صحافي الخميس “نحن نحطم أجساد وعقول أطفال غزة. نحن نجوِّع أطفال غزة، لأننا إذا لم نتحرك، فسنكون متواطئين فيما يحدث أمام أعيننا”.

وانتقدت تشيريفكو بشدة صناع القرار الذين “تابعوا بصمت مشاهد لا نهاية لها لأطفال ملطخين بالدماء ومبتوري الأطراف وآباء حزانى، على شاشاتهم، شهرا بعد آخر”.

وتساءلت “كم من الدماء يجب أن تُراق قبل أن نقول كفى؟”.

 

توسيع العملية العسكرية

 

قالت وسائل إعلام إسرائيلية الجمعة إن مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني وافق على خطط لتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، مما يزيد من الدلائل على أن محاولات وقف القتال وإعادة الرهائن الذين تحتجزهم حماس لم تحرز أي تقدم.

وجاء هذا القرار بعد تصريحات من كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير هذا الأسبوع، أشارا فيها إلى أن إسرائيل تعتزم تكثيف الحملة في غزة.

ونقلت شبكة واي نت، إحدى وسائل الإعلام الرئيسية في إسرائيل عن مسؤول إسرائيلي لم تذكر اسمه قوله “ما دامت حماس (حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية) لا تفرج عن رهائننا، فسنعزز عملنا العسكري بشدة”.