«السوشيال ميديا».. قنبلة موقوتة

عزيزى المواطن، انتبه فى يدك قنبلة موقوتة، فى يدك موبايل يحمل تطبيقات ومواقع تواصل اجتماعى فى منتهى الخطورة، عزيزى المواطن المصرى أنا وأنت نرتكب كل يوم وكل ساعة كثيرا من الجرائم، عايز تعرف إيه جريمتك؟، أنا لا ابالغ فجميعنا يرتكب كل يوم العديد من الجرائم بعدما أصبحت السوشيال الميديا هى مأمور الضبط القضائى والنيابة العامة، هى الحكم والمحكمة، هى القاضى والجلاد، هى المجنى عليه والشهود وأدلة الاتهام، وبذلك أصبحت تحتكر هى، وهى وحدها، الحقيقة بغير حق، وأصبحت قادرة على فرض وجهة نظرها بقوة رهيبة، أصبحت غولا لا يقوى على مواجهته أحد، نار إذا اندلعت لا يستطيع كائن من كان إن يطفئها إلا بعد تأتى على الأخضر واليابس.
عزيزى القارئ، لن أكون ظالماً وأصب غضبى على «السوشيال ميديا» ومواقع التواصل الاجتماعى دون تفرقة بين ما هو نافع منها وما هو ضار، فمن المؤكد أنها قد أحدثت حالة ثقافية اجتماعية وخدمية، ولكن بكل تأكيد تأثيرها القوى يجعلها سلاح ذا حدين، فمن الممكن استخدامها فى البناء والتعليم والمعرفة، ومن الممكن أن تكون معاول هدم لكثير من القيم وأدوات تدمير للثوابت الدينية والأسرية وتلاحم الأسر المصرية.
لا أنكر دورها الإيجابى ولكنى أحزن وأخشى من دور «السوشيال ميديا» السلبى الهدام، أمثلة ونماذج كثيرة كانت «السوشيال» هى الجيوش المجهولة خلف الشاشات، هى المحرض والمحرك والمؤثر، وإن كنا نثمن استخدامها فى الخير، فلابد أن نكون على يقظة من استخدمها فى الشر، وقد كان، فلقد نجحت «السوشيال ميديا» فى توفير حالة عداء رهيب فى العديد من قضايا الرأى العام وخلقت مناخا تأثر به الجميع، على سبيل المثال فى قضية فتوح لاعب الزمالك ومنة شلبى التى تم شيطنتها دون مبرر وزوج المذيعة أميرة شنب فى واقعة غضة الكلب وياسين طفل البحيرة، وقضية لاعب نادى «فيوتشر» أحمد رفعت، والهجوم غير المبرر على وزير التعليم، وغيرها من القضايا التى كانت «السوشيال ميديا» هى البطل فى تأجيجها، من منكم ينكر أن «السوشيال ميديا» وتعليقات المتطرفين من جناحى الأمة كادت أن تؤدى إلى فتنة طائفية فى قضية الطفل ياسين طفل البحيرة، بالرغم من أن القضية جنائية عادية، وقد كان لقرار سيادة النائب العام بحظر النشر فى بعض القضايا حكمة وراجحة لحماية التحقيقات وكى تكون المحاكمات منصفة وعادلة.
من منا ينكر النجاحات التى حققها وزير التربية والتعليم وقدم عربون تفوقه ونجاحه على الأرض بعدد من القرارات التى كان هدفه الارتقاء بالعملية التعليمية، والخروج من البيروقراطية، ومع كل ذلك هناك جيوش إلكترونية، تصوب مدافع الهدم لكل شى إيجابى فى هذا البلد، وزير التعليم مش هيوقف على السبورة يشرح الدرس ولازم يكون ضليعا فى اللغة العربية والكيمياء والفيزياء والرياضيات، وإلا لازم نحاكمه فى ميدان عام، الوزير يضع استراتيجية ويعمل على تنفيذها، والقاصى والدانى شاف الكثافة السكنية التى أوشكت على الاختفاء بطريقة سحرية.
أردت من هذه السطور أن أطرق جرس إنذار «السوشيال ميديا» والتى أشبهها بالخطر الفتاك، القادر على أحداث أزمة وفتنة من «بوست» أو صورة مفبركة، أو فيديو من نتاج الذكاء الاصطناعى الذى غزا العقول وأصبح فى يدك موبايل هو قنبلة موقوتة.
رسالتى للمصريين، ونحن الآن نعيش فى عصر الذكاء الاصطناعى الذى أصبح قادراً على فبركة الصوت والصورة وخلق أشياء غير حقيقية وتصديرها للرأى العام على أنها حقيقة مؤكدة، على الجميع أن يكون واعيا ولا ينجر إلى تأييد أو رفض موقف معين فى كثير من الأحيان الظاهر خلاف الحقيقة المستترة، فعلينا بالانتباه واليقظة وحفظ الله وطننا الغالى مصر.
وللحديث بقية مادام فى العمر بقية
المحامى بالنقض
رئيس الهيئة البرلمانية لحزب تواصل بمجلس الشيوخ