الواقع الافتراضي في خدمة المرضى.. كيف غيّر Apple Vision Pro تجربة العلاج

الواقع الافتراضي في خدمة المرضى.. كيف غيّر Apple Vision Pro تجربة العلاج

لطالما اعتبر ستانلي جونسون، الجندي المتقاعد في سلاح الجو والبالغ من العمر 67 عامًا، أن الإبر هي أحد أكثر جوانب الطب إزعاجًا. وعلى الرغم من خبرته الطويلة في تحملها، إلا أن قرار علاجه عبر الحقن الوريدي لتعويض نقص الحديد أثار في نفسه توترًا حقيقيًا. ومع اقتراب موعد أول جلسة علاج، لجأ جونسون إلى سلاح جديد وغير تقليدي: جهاز Apple Vision Pro.

أحضر جونسون معه سماعة الواقع المختلط الجديدة إلى مركز العلاج، واستعان بتطبيق Tripp، المصمم للتأمل والاسترخاء، بهدف تهدئة توتره. يقدّم التطبيق تجارب غامرة تعتمد على التأمل المُوجّه، والمشاهد الصوتية الهادئة، وتمارين التنفس، وهو ما وصفه جونسون بأنه “منقذ حقيقي” ساعده على تجاوز لحظات القلق في بداية علاجه.

يقول جونسون: “في الجلسة الأولى، شعرتُ بقلق شديد. استخدمت تمارين التنفس لإعادة تركيزي إلى البيئة الهادئة التي يوفّرها التطبيق، ثم بدأتُ بمشاهدة الأفلام داخل الجهاز”، مضيفًا أن مشاهدة فيلم مفضل عبر الجهاز كان “تجربة أفضل من شاشة الحائط الصغيرة المعتادة”.

مع الجلسات الطويلة وغير المريحة التي يفرضها العلاج الوريدي، باتت أدوات الواقع الافتراضي وسيلة فعالة للمرضى لقضاء الوقت بطريقة أكثر إنسانية. يرى جونسون أن تجربة الواقع الافتراضي تُقدّم له جودة مشاهدة تتفوق حتى على السينما، وتتيح له اختيار المحتوى الذي يساعده على تجاوز الوقت والضغط العصبي.

وقد أظهرت دراسات حديثة مدى فاعلية هذه التقنية. ففي تجربة سريرية أُجريت ما بين 2021 و2023 بمركز فاندربيلت-إنجرام للسرطان في ناشفيل، خضع 90 مريضًا للعلاج الكيميائي، وتم تزويد نصفهم بسماعات واقع افتراضي خلال الجلسات. النتيجة: انخفاض كبير في مستويات التوتر، وتحسن ملحوظ في الحالة النفسية، بل وتراجع في الإحساس بالألم لدى المجموعة التي استخدمت التقنية.

أوضح الباحثون أن معدل ضربات القلب – وهو مؤشر حيوي على مستوى القلق – انخفض بمتوسط 6.6 نبضات في الدقيقة خلال الجلسة الواحدة. كما أظهرت الدراسة أن المرضى لم يعانوا من دوار الحركة، نتيجة اختيار محتوى ثابت وسلس مثل الجولات الافتراضية في مدن عالمية كالبندقية وأغرا، ما جعل التجربة مريحة حتى لمرضى السرطان الذين يعانون من الغثيان.

ويؤكد الباحث كودي ستانسل، أحد المشاركين في الدراسة: “أردنا أن يشعر المرضى بأنهم في مكان آخر، بعيدًا عن الألم والمعدات الطبية. والنتائج كانت إيجابية إلى حد كبير”.

مع ازدياد انتشار أجهزة الواقع الافتراضي بأسعار في متناول اليد، مثل Quest 3S من Meta، وتنامي الاهتمام بتقنيات “الحوسبة المكانية” من Apple، أصبحت هذه الأدوات أكثر من مجرد ترف؛ بل وسيلة علاجية محتملة لتحسين تجربة المرضى في المستشفيات.

على منصة Reddit، شارك جونسون صورة سيلفي له مرتديًا Apple Vision Pro أثناء جلسة علاج، وانهالت عليه تعليقات من مستخدمين يشاركون تجارب مماثلة، سواء في جلسات غسيل الكلى، أو العلاجات الكيميائية، أو فترات العزل الطبي.

“في النهاية، كل ما يحتاجه المريض في مثل هذه الظروف هو أن يُشتّت انتباهه قليلًا، أن يشعر ببعض الراحة”، يقول جونسون. “وإذا كان جهاز في حقيبتك قادرًا على منحك هذه المساحة النفسية… فلمَ لا؟.