مسح ثلاثي الأبعاد جديد يكشف عن اللحظات الأخيرة لتيتانيك

مسح ثلاثي الأبعاد جديد يكشف عن اللحظات الأخيرة لتيتانيك

بعد أكثر من مائة عام على غرق السفينة الشهيرة تيتانيك، تكشف الصور ثلاثية الأبعاد الجديدة عن لحظات مدمرة في تاريخها. 

ونشرت هذه الصور المدهشة التي التقطها فريق من خبراء الأعماق البحريّة شركة ماجلان لرسم خرائط أعماق البحار، التي قدّمت رؤى جديدة حول كيفية تمزق السفينة إلى نصفين أثناء غرقها بعد اصطدامها بجبل جليدي في المحيط الأطلسي.

الصور الرقمية تزيح النقاب عن لحظات انقسام السفينة

بفضل المسوحات الرقمية المتقدمة، تمكن الباحثون من دراسة تفاصيل دقيقة لموقع الحطام على عمق 12,500 قدم تحت سطح الماء. 

وبين هذه التفاصيل، تظهر الصور غرفة المرجل التي تقع بالقرب من مكان انقسام السفينة إلى نصفين، حيث تبين أن بعض الغلايات كانت مقعرة، مما يوضح أنها كانت لا تزال تعمل خلال اللحظات الأخيرة قبل الغرق.

ثقوب صغيرة تسرع الغرق المروع

وتتضمن أحد أبرز الاكتشافات التي تقدمها هذه المسوحات العثور على ثقوب صغيرة في الهيكل، بحجم ورقة A4، مما أدى إلى دخول المياه بشكل تدريجي، ما سرّع من غرق السفينة. 

وعلّق المحلل ستيفنسون من “تيتانيك باركس” على ذلك قائلًا: “تيتانيك هي الشاهد الوحيد الناجي من الكارثة، ولا تزال لديها قصص لتحكيها.”

البخار المفتوح يروي قصة من الشجاعة والتضحية

أظهرت المسوحات أيضًا وجود صمام مفتوح في جزء من السفينة، مما يشير إلى استمرار تدفق البخار إلى نظام الكهرباء في تلك اللحظات الحرجة. 

ويتوافق هذا الاكتشاف مع روايات شهود العيان من تلك الليلة، حيث عمل فريق من المهندسين تحت إشراف جوزيف بيل على إبقاء الأضواء مضيئة في السفينة، ما منح الركاب والطاقم الوقت اللازم للنجاة.

التقنيات الحديثة تقدم مشهدًا جديدًا للكارثة التاريخية

وتأتي هذه الاكتشافات في إطار دراسة دقيقة تم إجراؤها ضمن فيلم وثائقي جديد من إنتاج “ناشيونال جيوجرافيك” تحت عنوان “تيتانيك: القيامة الرقمية”، وتضاف إلى الجهود السابقة لشركة ماجلان المحدودة التي قدمت مسحًا رقميًا للسفينة في 2023. وأظهرت عمليات المسح التي تمت باستخدام غواصات متطورة تفاصيل دقيقة جدًا حول حال السفينة في قاع المحيط، بما في ذلك التغيرات التي طرأت على شكل السفينة منذ اكتشافها لأول مرة في عام 1985.

غرق تيتانيك: المأساة التي هزّت العالم

في 15 أبريل 1912، غرقت السفينة آر إم إس تيتانيك بعد اصطدامها بجبل جليدي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1500 شخص. كانت السفينة آنذاك تُعد أكبر سفينة في العالم، وكان يعتقد العديد أنها لا يمكن أن تغرق. وقد أدت القوانين البحرية القديمة التي كانت تحد من عدد قوارب النجاة على متن السفينة إلى زيادة المأساة، إذ كانت القوارب لا تكفي لإنقاذ جميع الركاب.

الذكريات التي تذوب مع الزمن

تحت سطح المحيط، وبالرغم من مرور أكثر من 100 عام على غرقها، لا تزال حطام السفينة تيتانيك تتدهور بسرعة كبيرة بسبب التأثيرات البيئية. 

ويتوقع الخبراء أن تختفي هذه البقايا تمامًا في غضون 40 عامًا. إن التقدم في تكنولوجيا المسح ثلاثي الأبعاد هو ما يسمح لنا اليوم بفهم أسرار هذه الكارثة المدمرة التي تبقى جزءًا مهمًا من التاريخ البحري.