«الأورومتوسطى»: الآلية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات مناورة لاستمرار الحصار

واصلت اليوم قوات الاحتلال الإسرائيلى لليوم الـ48 على التوالي- استئناف عدوانها الوحشى ضد المدنيين والنازحين فى قطاع غزة، بالتزامن مع ارتكاب جرائم حرب ومجازر بشعة وتفشى المجاعة فى مختلف أنحاء القطاع المحاصر.
وارتقى 20 شهيدًا فى قطاع غزة منذ منتصف الليل، جراء سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة من القطاع. واستشهد 10 بينهم 7 نساء وطفل، فى مجزرة إسرائيلية بقصف خيمة تؤوى نازحين بمنطقة المواصى غربى مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وارتقت الشابة فاطمة رائد أبو هويشل (21 عامًا)، وأصيب 10 آخرون نتيجة استهداف طائرات الاحتلال منزل عائلتها فى محيط سوق النصيرات.
وأعلنت مصادر محلية عن استشهاد سالم الجبور متأثرًا بجروح أصيب بها فى قصف إسرائيلى سابق على خان يونس.
كما استشهد حسن زكريا الزعانين متأثرًا بجروحه الخطيرة التى أصيب بها فى قصف إسرائيلى على بيت حانون شمال القطاع قبل أيام.
واستشهد فجر اليوم 4 من عائلة «قنن» بعد قصف الاحتلال لشقة سكنية فى منطقة المواصى غربى مدينة خان يونس.
والشهداء هم الأسير المحرر منير عمر قنن (42 عامًا) وزوجته خديجة إبراهيم قنن (35 عامًا) والأبناء كرم منير قنن (5 سنوات) وكريم منير قنن (عامين).
واستشهد الشاب إبراهيم باسم النجار وأصيب عدد آخر فى قصف من مسيرة إسرائيلية على خيمة تؤوى نازحين من عائلة النجار فى منطقة واد صابر جنوبى بلدة عبسان الكبيرة شرقى خان يونس.
وأصيب عدد من الاطفال بحروق جراء اندلاع النيران فى منزل عائلة أبو شمالة فى حى الأمل بمدينة خان يونس بسبب قصف طائرات الاحتلال المنزل.
اكد شهود عيان استشهاد مواطنة فلسطينية واًصيب آخرون فى قصف منزل عائلة الصحفى رامى أبو شمالة فى حى الأمل بمدينة خان يونس.
وارتفع عدد الشهداء نتيجة التجويع إلى 57 شهيداً، فى ظل إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات وحليب الأطفال والمكملات الغذائية، وسط تحذيرات من ارتفاع تلك الأعداد.
وارتفعت حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 52 ألفاً و495 شهيداً، و118 ألفاً و366 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023. وبلغ عدد الشهداء منذ استئناف حرب الإبادة فى 18 مارس الماضى إلى 2396 شهيداً، و6325 إصابة.
وقال المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة إن الاحتلال الإسرائيلى يواصل منع إدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية وكافة أشكال المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى وصول أكثر من 70,000 طفل إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد.
وأضاف فى بيان تلقته له أن أكثر من 3,500 طفل دون سن الخامسة يواجهون خطر الموت الوشيك جوعاً، فيما يقف نحو 290,000 طفل على حافة الهلاك، فى وقت يفتقر فيه 1.1 مليون طفل يومياً إلى الحد الأدنى من الغذاء اللازم للبقاء على قيد الحياة.
وجدد المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة، تحذيره من كارثة إنسانية وشيكة فى قطاع غزة، بفعل استمرار جريمة إغلاق المعابر وتشديد الحصار الخانق منذ أكثر من 64 يوماً متواصلة. فيما يقف نحو 290 ألف طفل على حافة الهلاك، فى وقت يفتقر فيه 1.1 مليون طفل يومياً إلى الحد الأدنى من الغذاء اللازم للبقاء على قيد الحياة.
وأكد «الإعلامى الحكومى الفلبسطينى فى القطاع أن الاحتلال الإسرائيلى يرتكب جريمة إبادة جماعية عبر سلاح التجويع، أمام صمت دولى مخزٍ».
وشدد على أن سياسة التجويع الممنهجة التى ينتهجها الاحتلال ضد أطفال قطاع غزة، ومنع الغذاء والدواء؛ تُعد «جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان» بموجب القانون الدولي.
وحمّل المجتمع الدولى مسئولية التواطؤ بالصمت، وعدم الضغط على الاحتلال الإسرائيلى لإنهاء هذا الحصار الإجرامى وغير الأخلاقى قبل أن يُزهق الجوع والقتل المزيد من أرواح الأطفال الأبرياء.
كما طالب المجتمع الدولى ومؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والدولية المختلفة وذات العلاقة، بتحرك عاجل للضغط من أجل فتح المعابر وإدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية بشكل فورى ومنتظم، وإنهاء الحصار.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» إن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة يفوق التصور بسبب تداعيات الحصار المطبق على غزة ومنع إدخال المساعدات لأكثر من شهرين.
واكدت وزارة الصحة فى غزة أن الاحتلال الإسرائيلى يمنع المؤسسات الدولية والأممية من الوصول إلى أماكن تخزين الوقود المخصص للمستشفيات، بحجة أنها تقع فى مناطق حمراء.
واوضحت أن ما يتوفر من كميات الوقود فى المستشفيات تكفى لمدة 3 أيام فقط، محذرة من أن إعاقة وصول إمدادات الوقود للمستشفيات يهدد بتوقفها عن العمل، إذ تعتمد على المولدات الكهربائية لتزويد الأقسام الحيوية بالطاقة.
واتهم المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان، السلطات الإسرائيلية باستخدام ما وصفها بـ«آلية المساعدات المزعومة» كغطاء شكلى لإدامة سياسة التجويع فى قطاع غزة، بدلًا من التخفيف من الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
وقال «الأورومتوسطي» فى بيانٍ له إن «تقييد كل عائلة بطرد مساعدات واحد أسبوعيًا، وفق ما تنص عليه الآلية المقترحة، لا يلبّى الحد الأدنى من متطلبات مواجهة المجاعة أو استعادة الأمن الغذائي»، مشيرًا إلى أن الخطة المطروحة ليست إنسانية كما تدّعى إسرائيل، بل تسعى إلى «هندسة تجويع السكان» بشكل مُمأسس.
ووصف الأورومتوسطى الآلية بأنها «مناورة جديدة تهدف إلى إطالة أمد الحصار الشامل وغير القانونى المفروض على القطاع»، من خلال «إعادة تقديم جريمة التجويع فى صيغةٍ مضللة تُضفى طابعًا إنسانيًا زائفًا عليها، وتُشرعن استخدامها المتواصل كسلاح ضد المدنيين».