“تواصل” ترصد حالة استياء أولياء الأمور وانقسامات بين مؤيد ومعارض لنظام البكالوريا

“تواصل” ترصد حالة استياء أولياء الأمور وانقسامات بين مؤيد ومعارض لنظام البكالوريا

أثار قرار وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، بطلب أولياء أمور طلاب الشهادة الاعدادية بالتوجه إلى المدارس واعطاهم مهلة أسبوع فقط بهدف جمع آراء أولياء الأمور بشأن نظام البكالوريا المصرية المزمع تطبيقه، موجة من الانتقادات الواسعة بين أولياء الأمور.

 

وأعرب كثيرون عن رفضهم لهذه الخطوة، معتبرين أن توقيت توزيع الاستبيان غير مناسب، وأن أبناءهم لا يملكون الوعي الكافي لاستيعاب تفاصيل النظام الجديد، مما يُفقد عملية الاستطلاع مصداقيتها.

 

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا حالة من الاستياء والغضب جاءت نتيجة أن عديدًا من أولياء الأمور يجدون في طرح الوزارة لهذا الاستبيان دلالة على مدى إصرار الوزارة في تطبيقه دون الأخذ في الاعتبار الملاحظات التي أشار إليها خبراء وأساتذة التربية، وكذلك آراء أولياء الأمور، والتي من أهمها صعوبة إضافة مادة التربية الدينية في المجموع ليس هذا فقط وإنما لعدم مناسبة الوقت الحالي في طرح هذا الاستبيان لا سيما مع انشغال الجميع في امتحانات شهر إبريل وكذلك الاستعدادات لامتحانات الفصل الدراسي الثاني ونهاية العام، وانشغال الطلاب تحديدًا طلاب الشهادة الإعدادية وهي الطبقة المستهدفة على التدريب على نظام البوكليت، كما أن هؤلاء الطلاب كما يرى أولياء الأمور غير مؤهلين لمثل هذا الاستبيان لعدم امتلاكهم المعرفة الكافية بنظام البكالوريا.

 

رصدت ” تواصل ” حالة الانقسام بين أولياء الأمور والمدرسين بين مؤيد ومعارض

 

” اصرار الوزارة “

تساءلت ” ايناس حميدة ” ربة منزل، لماذا إصرار الوزارة على تطبيق البكالوريا رغم السلبيات التي تمت الإشارة إليها من خلال خبراء التعليم دون الأخذ في الاعتبار مقترحاتهم حول النظام الجديد؟ ولماذا يتم إلقاء الكرة في ملعب طالب لا يمتلك أدوات تمكنه من الاختيار؟، فأن الطالب غير مدرك ما هو الفرق بين البكالوريا والثانوي العام وإذا كان البعض يرى أن نظام البكالوريا كأفضل، ولكن الواقع قد يكون عكس هذا لأن أي خطوة جديدة تحمل عيوبًا ومميزات وفى حالة البكالوريا تغلب العيوب وبالتالي يكون من الصعب وضع قرار الطالب أو ولي الأمر لمصير خفي لا أحد يعلم المصلحة الطالب أم لا؟ مضيفة أن الجميع منذ طرح هذا الاستبيان في حيرة شديدة حتى أن كثيرا من الطلاب يسألون أولياء أمورهم ماذا نختار؟.

 

 ” البكالوريا فرصة للطلاب ”        

 

قالت مريم يحيى موظفة لدى 3 اطفال جميعهم فى مرحلة الابتدائية ولكنى من وجهه نظرى المقترح البكالوريا يوفر للطلاب وأولياء الأمور بعض المزايا، أهمها إتاحة الفرصة أمام الطالب للاختيار من بين 4 مسارات تعليمية، وبالتالى لا يرهق عقله ووقته بدراسة مواد «زائدة لا حاجة إليها»، كما أن هذا المقترح يمنح الطالب فرصة تحسين مجموعه، من خلال خوض الاختبارات مرة أخرى إذا أراد، ما يقلل من التوتر والضغط النفسى على الطلاب وأولياء الأمور.

 

” نرفض دخول الدين فى المجموع “

 

وعبّرت سلوى سليم، أم لطالب بالثانوية العامة عن استيائها من المقترح، موضحة أن هذا الاستياء جاء نتيجة لبعض الأسباب، أهمها جَعل مادة الدين أساسية بـ 100 درجة، إذ ترى أن الكنيسة والمسجد هما المعنيان بالتنشئة الدينية فى الأساس، إلى جانب الأسرة، وأنه حتى لو أرادت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى الاهتمام به فيكون ذلك منذ السنوات التعليمية الأولى للطالب، وليس بعد نضوجه ووصوله للمرحلة الثانوية.

 

وأوضحت، أن السبب الآخر وراء استيائها من مقترح شهادة البكالوريا هو إتاحة دخول امتحان آخر للمادة التى يرسب فيها الطالب مقابل 500 جنيه، إذ يسبب ذلك عبئًا إضافيًا على أولياء الأمور، كما أنه قد يولِّد التهاون لدى الطلاب.

 

” نظام لا يوجد به تطوير “

 

قالت عبير السيد ربة منزل، أم لطالب بالثانوية العامة، أن نظام البكالوريا عودة لأيام الماضى، حيث تعتقد أنه ليس فرصة للتقدم من جديد، فلًا يوجد به تطوير كما أنه يمثل عبئًا على الطالب وولى الأمر والمدرس، أما فيما يتعلق بالطالب يظهر ذلك فى كثرة المواد علاوة على عدم وجود نماذج للامتحانات، أو القدرة على الرجوع إلى شخص آخر يكبره عمرًا، أو حتى شخص أكبر لديه علم يسترشد به، وأما عن العبء على ولى الأمر فيتمثل فى زيادة الدروس الخصوصية، فضلاً عن قلقهم الدائم على مستقبل ابنهم نظرًا لعدم وعى أحد بهذا النظام، وأما عن المعلم فله مثل وضع الطالب مستجد عليه معلومات ومنهج جديد ولا وقت لديه لدراسته أو ابتكار طريقة جديدة للتعليم لتسهيل العملية التعليمية.

 

“نظام مفيد للطالب “

 

قالت سماح عبد النبى أم لأحد الطلاب الذى يدرس فى الصف الأول الثانوى، إنّ نظام البكالوريا الجديد يعتبر من الأنظمة التعليمية المفيدة للطلبة من ناحية الوقت والمجهود، خاصة أنّه يسمح للطالب بأن ينهى مرحلة البكالوريا بحسب اختياره سواء على 3 أو 5 سنوات، كما يجعل لدى الطالب إمكانية تحسين درجات المادة الواحدة نحو 4 مرات، وهو ما تعتبره فى صالح الطالب.

 

وأضافت، اننى أعجبت بإضافة مادة الدين إلى المجموع الكلى، وأنها أصبحت من المواد الأساسية للصف الثالث الثانوى، ولكنها تريد إضافة اللغة الأجنبية الثانية إلى المجموع، لأنها كانت إضافة كبيرة لثقافة الأبناء، مؤكدة ان نظام البكالوريا يُعتبر محاولة لتطوير النظام التعليمى، والارتقاء بمستوى التحصيل العلمى للطلاب، لأنه يتميز بتركيزه على المهارات، كما أن نظام البكالوريا يشبه نظام الدبلومة الأمريكية ig، ولكن بدون إرهاق مادى، خاصة أن ما يدرسه طالب البكالوريا، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بما سيدرسه الطالب بعدها بالجامعة.

 

” نظام غير مناسب “

 

قال محمد السيد مدرس، أن هذا الاستبيان بهذا الشكل غير مناسب لطلاب المرحلة الإعدادية فمن الصعب أن تطلب وزارة التربية والتعليم من طفل أن يتخذ قرارًا في موضوع مهم وخطير كهذا في الوقت الذي لم تقم الوزارة فيه بتدريب الطلاب على مهارات اتخاذ القرار، فضلًا عن مهارات التفكير وخصوصًا التفكير النقدي الذي طالب به كثير من خبراء التربية بتدريسه في المرحلة الإعدادية، بالإضافة إلى أن رأي الطلاب في هذا الأمر ليس له أي أهمية كونه صادرًا عن طفل ليس لديه خبرة أو دراية وليس مؤهلًا لمناقشة هذه الأمور .

 

وأشار إلي أن هذا الاستبيان مضيعة للوقت وإرباك للطلاب والأسر دون أي فائدة حقيقية ولا يمكن القبول بأن مصير مرحلة مهمة من أخطر وأدق مراحل التعليم يُترك تحديده لطلاب المرحلة الإعدادية .