خسارة بـ400 مليون دولار تُجبر سامسونج على الانسحاب من سباق المعالجات

خسارة بـ400 مليون دولار تُجبر سامسونج على الانسحاب من سباق المعالجات

في خطوة مفاجئة لكنها متوقعة، قررت سامسونج رسميًا التخلي عن استخدام معالج Exynos 2500 في سلسلة هواتف Galaxy S25 الرائدة، ما أدى إلى خسارة فادحة تُقدّر بنحو 400 مليون دولار أمريكي، تكبّدتها شركة Samsung LSI – الجهة المطوّرة للمعالج.

جاء هذا القرار نتيجة الأداء الضعيف لمعالج Exynos 2500، والذي أثبت عدم قدرته على منافسة معالج Snapdragon 8 Gen 3 “Elite Edition” من كوالكوم، والذي بات الآن المعالج الوحيد المستخدم في طرز Galaxy S25 في جميع الأسواق، بما فيها السوق الأوروبية التي كانت تحصل سابقًا على نسخ Exynos.

أزمة الثقة في Exynos تُربك استراتيجية سامسونج للشرائح

سامسونج، التي لطالما سعت للاعتماد على شرائحها الخاصة لتقليل التكاليف والاعتماد على الغير، وجدت نفسها مضطرة إلى الرضوخ لواقع السوق والأداء، أداء Exynos 2500 لم يكن مقنعًا لا في اختبارات الطاقة ولا في قدرات الذكاء الاصطناعي أو إدارة الحرارة، وهي عوامل حاسمة في سباق الهواتف الرائدة اليوم.

ووفقًا لمصادر من داخل قطاع الهواتف، فإن القرار بالتخلي عن Exynos لم يكن سهلاً، لكنه أتى بعد اختبارات داخلية أثبتت تفوقًا واضحًا لصالح Snapdragon، خصوصًا في استخدامات الواقع المعزز والتعلم الآلي.

400 مليون دولار… ثمن الاعتراف بالفشل

بحسب منشور على منصة X (تويتر سابقًا)، فإن Samsung LSI تكبدت خسارة مباشرة بقيمة 400 مليون دولار نتيجة حذف Exynos 2500 من خطة الإنتاج الكاملة لهواتف Galaxy S25. هذه الخسارة جاءت من استثمارات ضخمة في التصميم، التطوير، البنية التحتية، وخطوط الإنتاج التي لم تُستخدم.

الأمل القادم: Exynos 2600 بتقنية 2 نانومتر… هل يكون المنقذ؟

لكن سامسونج لا تنوي الاستسلام بسهولة. تشير التسريبات إلى أن الشركة تعمل حاليًا على معالج Exynos 2600، والذي يُفترض أن يكون أول معالج يُنتج باستخدام تقنية 2 نانومتر GAA (بوابات التفاف نانوية) الثورية، والمقرر بدء إنتاجها الضخم في النصف الثاني من عام 2025.

رغم الطموح الكبير، إلا أن الإنتاج التجريبي لمعالج Exynos 2600 لم يتجاوز نسبة نجاح 30% حتى الآن – وهي نسبة منخفضة جدًا للإنتاج التجاري. لكن الخبراء يعتبرونها تحسنًا ملحوظًا مقارنة بالتجارب السابقة لتقنية 3 نانومتر، التي عانت من مشاكل أكبر في البداية.

ووفقًا للتقارير، إذا تمكنت سامسونج من رفع هذه النسبة إلى 60% بحلول الربع الثالث من 2025، فستكون مستعدة لإطلاق Exynos 2600 في الوقت المناسب لتجهيزه في بعض طرز Galaxy S26، لا سيما النسخ الأوروبية التي كانت تاريخيًا منصة اختبار لتقنيات سامسونج الجديدة.

أوروبا فقط؟ استراتيجية متحفظة لعودة Exynos

من المتوقع – في حال نجاح Exynos 2600 – أن تقوم سامسونج بتجهيزه فقط في الطرز الأوروبية من Galaxy S26، بينما تستمر الأسواق الأخرى في الاعتماد على معالجات Snapdragon من كوالكوم.

هذه الخطوة تعكس توجهًا حذرًا من سامسونج، فهي لا تريد المخاطرة بسُمعة سلسلة Galaxy S عالميًا في حال تكررت مشاكل الأداء، لكنها في الوقت نفسه تسعى لإثبات قدرتها على تطوير شرائح قادرة على المنافسة.

الوقت يداهم سامسونج.. والرهان كبير

وفقًا لتقارير داخلية، فإن تصميم Exynos 2600 يجب أن يكتمل بالكامل قبل نهاية الربع الثالث من عام 2025، حتى تكون هناك فرصة حقيقية لطرحه مع Galaxy S26 في بدايات 2026. أي تأخير إضافي سيجعل إطلاقه في هذه السلسلة مستحيلاً تقريبًا.

الذكاء الاصطناعي في قلب المعركة

من الجدير بالذكر أن معالجات الهواتف لم تعد تُقاس فقط بالقوة التقليدية، بل أصبح الذكاء الاصطناعي (AI)، وكفاءة إدارة الطاقة، والتكامل مع الكاميرات، والخصوصية، هي المحدد الرئيسي. وهنا، تظهر أهمية أن يكون Exynos 2600 قادرًا على تقديم تجربة ذكية وآمنة ومتوازنة.

الأسابيع القادمة ستكون حاسمة في تحديد مصير معالج Exynos 2600، ومستقبل قسم المعالجات داخل سامسونج. هل ستنجح الشركة في استعادة الثقة في شرائحها؟ أم تكون خسارة الـ400 مليون دولار مجرد بداية لانهيار مشروع Exynos الطويل؟

الكرة الآن في ملعب سامسونج، والوقت ليس في صالحها.