أفران الموت  فى مصانع الصلب الصيينه

أفران الموت  فى مصانع الصلب الصيينه

 

ترحب مصر بأى إستثمارت جاده فى كل المجالات  والقطاعات الصناعية والإنتاجية والخدمية طالما أن هذه الإستثمارات تعود بالنفع على الإقتصاد القومى للبلاد ،وتساعد بشكل فعال فى زيادة معدلات النمو والناتج المحلى الإجمالى ،وتراعى الأبعاد المتعلقه بالبيئة  والمجتمع ،وتخلق فرص عمل للشباب..فى السنوات العشر الأخيره ظهرت فى مصر مصانع صيينة تخصصت فى إنتاج حديد التسليح والبليت وأنتشرت هذه المصانع رويدا رويدا حتى زاد عددها وتخطت ال 25  مصنعاً ،وحقيقة الأمر ان هذه المصانع عباره عن مصانع قديمه تعمل بأفران لم يعد معمول بها فى الصين  لخطورتها على البيئه  والسلامه الإنشائية للمبانى وبالتالى سلامة الإنسان وتسمى هذه الأفران بأفران   الحث الذاتى  ، فى 31 ديسمبر 2021  كانت “تواصل ” هى صاحبة السبق فى تناول  قضية  المصانع الصينية وكتبت  موضوعاً مطولاً بعنوان  “افران الموت فى مصانع الصلب الصيينة ” ، ولم يتم  إتخاذ  أية إجراءات بشأن هذه المصانع اللهم سوى مصنع واحد كان  يمارس ضغوطاً على الحكومه من خلال  الإستغاثات  بالصحف وإستمرت هذه المصانع فى عملها بهذه الأفران  المتهالكه التى لفظتها الصين نفسها ولم يعد لها وجود هناك لأنها تستخدم أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العالمية فى مجال إنتاج  الصلب وآخرها تكنولوجيا   يطلق عليها ESB. وتم إفتتاح مصنع ضخم جدا متخصص  فى إنتاج المسطحات ينتج أكثر من مليونى طن سنوياً..

 

مصانع صلب صينية تستخدم تكنولوجيا ESBمصانع صلب صينية تستخدم تكنولوجيا ESB

الحكومه تقنن  أوضاع المصانع الصيينه ولكن ؟ِ!

لأن الحكومه المصرية تشجع الإستثمارات أجنبية كانت أم محلية بهدف تنمية إحداث طفرات تنموية فى الإقتصاد وأهمها جلب موارد من النقد الأجنبى من خلال زيادة الإنتاج والتصدير للأسواق الخارجية ولهذا  قامت الحكومه  مؤخراً من خلال رئيس مجلس الوزراء ووزير الصناعه والنقل بتقنين أوضاع  عدد من المصانع الصينية ومنحهم رخص للتشغيل وإنتاج البليت وحديد التسليح ومتوقع أن يصل عائد هذه الرخص  للخزانه العامه للدوله لأكثر من 4 مليارات جنيه ،فى حين منحت الحكومه المصانع الصينية المتبقيه مهله لتوفيق اوضاعها ويزيد عددها عن 12 مصنعاً  ،وتشجيع الإستثمار والمستثمريين   ،وإدخال المصانع غير المرخصه  فى الإقتصاد الرسمى  المبنى على الضوابط والقوانين الحاكمه  للصناعه والإقتصاد والإستثمار شىء جيد يحسب للحكومه ،ولكن  الشىء الذى يؤخذ على الحكومه  أنها إهتمت بتحصيل قيمة الرخص  من المصانع الصيينة ولم تلتفت  إلى التكنولجيا القديمه المتهالكه التى تستخدمها ولم يعد معمول بها فى بكين مما يؤثر سلباً  على سمعة صناعة الصلب المصرية التى إكتسبت شهره عالمية كبيره بفضل المصانع المتكامله الضخمه الموجوده فى مصر وعلى رأسها مجموعة “العز” و”السويس “و “المصريين “و”المراكبى” و”بشاى” وهذه المصانع المتكامله هى السبب الرئيسى  التى جعلت مصر فى المركز الاول عربياً فى إنتاج الصلب ،ومن أكبر المنتجين والمصدريين للصلب المسطح عالمياً .. كان لزاماً على الحكومه أن تلزم المصانع الصيينة  قبل تقنين أوضاعها  بإستخدام تكنولوجيا  حديثه جديده  لإنتاج صلب عالى الجوده يكون بمثابة قيمة مضافه لصناعة الصلب المصريه وليس عبئاً عليها  ،الأمر الآخر ان إنتاج  المصانع الصينية لابد ان يخضع للفحص الفنى من جانب المراكز الإستشارية المتخصصه واساتذة كليات الهندسة  لمعرفة عما إذا كانت هذه المصانع تنتج  منتجات صلب مطابقه للمواصفات  أم لا ، وهل هى تستخدم  خامات  جيده  من خام الحديد  والخرده أم تستخدم خامات رديئة  ؟ .. الأمر الآخر  أن المصانع التى يثبت أنها لا تزال تستخدم أفران الحث الذاتى لابد من إغلاقها  فورا حتى وإن  كانت من المصانع التى حصلت على ترخيص مؤخرا  . إن سمعة  صناعة الصلب المصرية والإستثمارت المصريه فوق أى  إعتبار ،وصناعة الصلب المصرية الخالصه هى الأولى والأحق بالرعاية فى المقام الأول وكلنا نقرأ ونسمع ونشاهد  الحروب التجارية الشرسه  بين اقطاب الدول  الصناعية الكبرى مثل الولايات المتحده الأمريكية ،والصين ،والإتحاد الأوروبى والهند وكندا والمكسيك والهند وغيرهم  بسبب  رغبة كل دوله فى الدفاع عن صناعتها المحلية وصناعها  المحليون فى ظل منافسة عالمية شرسه ،وسعى كل دوله فى السيطره على أكبر  حصه من السوق العالمى الذى أصبح التمييز التنافسى هو السمه الغالبه عليه .

إن صناعة الصلب صناعة الصلب المحلية أحد أهم 3 قطاعات صناعية حققت أعلى معدلات نمو خلال العشر  سنوات الأخيرة بسبب التوسعات الكبيرة التى حدثت فى المصانع، خصوصًا المصانع المتكاملة وشبه المتكاملة، إضافة إلى التوسعات  ،فقد تطورت مصانعنا  بشكل هائل ومتسارع ، سواء من حيث التكنولوجيا المستخدمة، أو حجم الإنتاج، حيث أصبحت المصانع المحلية مؤهلة لإنتاج نحو 16 و18 مليون طن أو بتشكيلات إنتاج متنوعة، سواء من المسطحات بنوعيها على الساخن والبارد أو حديد التسليح أو اللفائف، أو البليت أو غيرها، وأصبحت مصر من أكبر مصدرى المسطحات على مستوى العالم، ومن أكبر مصدرى اللفائف على مستوى المنطقة العربية والشمال الأفريقى.. كل هذا النمو الذى حققته صناعة المحلية جاء فى ظل تحديات وأوضاع قاسية تعمل فيها لم تواجهها أى صناعة أخرى سوى هذه الصناعة العملاقة، ويكفى أن نذكر فى هذا الصدد حملات الإغراق الرهيبة بحديد التسليح والبليت التركى والصينى والأوكرانى الذى كان يتعرض له السوق المحلى فى ظل منافسة غير عادلة وغير شريفة بالمرة حيث كانت تباع هذه المنتجات المستوردة بأسعار مغرقة مدمرة تقل عن أسعار بلد المنشأ..ورغم كل هذه الظروف القاسية كان أصحاب مصانع الصلب المصريين على قدر المسئولية تجاه صناعتهم العتيقة والضخمة، واستطاعوا أن يطوروا من مصانعهم ويرفعوا من قدراتهم الإنتاجية ويكفى أى متشكك أن يشاهد ما حدث من تطور مذهل فى التكنولوجيا المستخدمة والإنتاج وتشكيلاته، أو فى تطور أرقام العمالة، أو حتى ما يؤول للخزانة العامة للدولة، وتبقى المصانع الصينية واحدة من أخطر التحديات التى لا تزال تواجهها صناعة الصلب المحلية إلى الآن نظرًا للإنتاج للمنتجات الرديئة التى تنتجها وتسىء إلى الصناعة المحلية المتميزة بوجه عام، إضافة إلى افتقارها إلى استخدام التكنولوجيا المتقدمة واعتمادها على آلات ومعدات متهالكة تم جلبها من مصانع قديمة متهالكة لفظتها بكين لأنها تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة للمواطنين  بسبب الانبعاثات الكربونية التى تسببها.

 

منظمة الصلب العالمية تحذر من المصانع الصينية

 فى تقرير لمنظمة الصلب العالمية ببروكسل، أكدت أن دولة الصين قامت بإغلاق غالبية المصانع الصينى المعتمدة على أفران الحث الذاتى والملوثة للبيئة. وأوضح  التقرير أن إجمالى الطاقات الإنتاجية لهذه المصانع تبلغ 100 مليون طن من حديد التسليح والبليت . وكشف التقرير  عن قيام الحكومه  الصينية  بإلغاء  هذه  المصانع نظراً للانبعاثات الكربونية الكثيفة التى تخرجها مشيرةً إلى أن   افرانها  تشبه أفران صهر المسابك  .

 

-أعداد المصانع الصينية المتهالكة فى مصر 

 كانت غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، قد قامت منذ أكثر من عامين بالتعاون مع  هيئة التنمية الصناعية التابعة لوزارة الصناعة  بإعداد قوائم بالمصانع الصينية المنتشرة والتى تستخدم آلات ومعدات كهنة تم تكهينها فى الصين، ولا تسمح أى دولة أوروبية باستخدامها على وجه الإطلاق فى مصر وتلحق أضراراً بالغة بالصناعة الوطنية . كشفت القوائم أن عدد المصانع الصينية فى مصر وصل إلى 25 مصنعًا وغالبيتها يعمل بدون ترخيص من هيئة التنمية الصناعية، وبعضها يقوم بإنتاج بليت (المادة الرئيسية المستخدمة فى إنتاج حديد التسليح)، ورخص التشغيل الموجوده لدى عدد  كبير من هذه المصانع التى تنتج حديد تسليح  وبليت هى رخص لإنتاج  الخوص والزوايا وليس لحديد التسليح والبليت .

وأرسلت الغرفة عينات من إنتاج هذه المصانع لتحليلها بكلية الهندسة جامعة القاهرة، واعتماد التقرير النهائى من الكلية تمهيدًا لملاحقة هذه المصانع المخالفة قضائيًا والتى أصبحت تشكل خطرًا على الصناعة المحلية إلا أن النتائج لم تظهر ولم تر النور ولم يسمع عنها أحد شيئاً.

 كانت “تواصل  ” قد نشرت  قائمة بأسماء المصانع الصينية التى يتزايد عددها يومًا بعد الآخر ووصل عددها لأكثر من 30 مصنعًا،  حيث يمتلك أحد الصينيين فى مصر 3  مصانع  ،منها مصنع بمناطق عرب أبوساعد بالتبين جنوب حلوان، والمصنع الثانى بأول طريق الكريمات بالصعيد، والمصنع الثالث بالعاشر من رمضان وهو مصنع صهر وقد قام رجل الأعمال السكندرى خميس الغنيمى بتأجير بعض هذه المصانع إلا أنه فشل فى إدارتها وانسحب منها بعد أن منى بخسائر رهيبة. وهناك مصنع صينى لشخص يدعى حمادة زايد وشريكه إسلام المصرى وهو عبارة عن مسبك بمنطقة عرب أبوساعد بجوار مخزن مملوك لشخص. وهناك مصنع صينى آخر يدعى «جاو» وهو لشخص صينى يعرف باسم شهرة «جاو الصينى» وهو عبارة عن «مسبك» ويقع بمنطقة أم زغبو بجوار ميناء الدخيلة بالإسكندرية، ويمتلك شخص صينى يدعى «جانج هوا» مسبكًا لإنتاج البليت الصينى ويقع خلف قرية الأسد بمنطقة أماين الطوب بالإسكندرية، وهناك مصنعاً يقع بالمنطقة الصناعية بالفيوم بكوم أوشيم «المرحلة الثانية»، وهو عبارة عن مسبك يقوم بإنتاج البليت ويمتلكه رجل أعمال مصرى ومعه شريك صينى. ويمتلك نفس الشخص مصنعاً آخر لإنتاج الخوص والمربعات والزوايا والكمر، ومصنع آخر بمدينة 6 أكتوبر امتداد المنطقة الصناعية السادسة قطعة رقم 109. وهناك مصنع يدعى «التمساح» ويقع بمنطقة قليوب، مصنع صينى آخر يقع بمدينة العبور  طريق بلبيس بعد كريازى وهو عبارة عن مسبك. هناك  مصنع صينى آخر اسمه المستقبل الدولية للصناعات المعدنية ويمتلكه شخص صينى يسمى «تشين ماوتشون» وهو مرخص لإنتاج الخوص والزوايا ويقع بمدينة الصالحية الصناعية منطقة 2 بجوار مصنع البودرة. مصنع  صينى آخر يسمى شمال أفريقيا لدرفلة وتشكيل المعادن ويمتلكه «سوفينج ليو» ومكانه المنطقة الصناعية رقم «2» ببرج العرب. وهناك مصنعان آخران، الأول يقع بمنطقة باسوس بالقليوبية خلف مجاهد نصار للسلك وهو عبارة عن مسبك، والثانى يقع بمنطقة شق الثعبان.

 وهناك مصنع صينى آخر ينتج  البليت الصينى وهو  مصنع الأحمدين للحديد والصلب بمنطقة العكرشة غرب الترعة مركز الخانكة بمحافظة القليوبية ورخصته لإنتاج الخوص والزوايا ..خلاصة الأمر أننا نرحب بالإستثمار الجاد  ،ونرحب بتقنين أوضاع المصانع غير المققنه وإن كانت صينية أو حتى هندية ولكن لا ينبغى أبداً إغفال حماية صناعتنا المحلية من أى تتميز تنافسى أو منافسه غير عادله مع التاكيد والتشديد على أن صناعتنا المصريه هى الأولى بالرعايه والحماية .