حق يُراد به باطل!

حق يُراد به باطل!

المقصود من قول الحق يراد به باطل تلك المنظمات الأصولية الموجودة فى ربوع الوطن العربى من شرقه إلى غربه، تلك المنظمات ذات العقيدة الدينية الظاهرة بوضوح تحاول باستمرار زعزعة الأنظمة من أجل الفوز بالسلطة، وما أدراك ما غنائم السلطة، هؤلاء فى الغالب يقولون الحق بألسنتهم ويُغالون فى الدين، ويعتقدون أن الدين وقف عند تفسيرهم له، هؤلاء المستبدون بالرأى، أصحاب فقه المُغالاة الذى يؤدى إلى خلق كثير من البدع وتكفير الآخرين الخارجين أو المعارضين لآرائهم، ولهم فى التاريخ صفحات قال عنهم «على بن أبى طالب» رضى الله عنه أكبر حكمة «حق أريد به باطل» عندما أنكروا عليه اللجوء إلى التحكيم مع معاوية بن أبى سفيان الذى رفض البيعة إلا بعد القصاص من قتلة «عثمان رضى الله عنه» وقتلوه وهو يصلى الفجر بخنجر فى ظهره، هؤلاء قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم «يخرج قوم من أمتى يقرأون القرآن ليس قراءتكم.. » هؤلاء أهل الغلو والتشدد المنتمون إلى فقه البدع والتكفير ويُروجون لدولة الغنائم، وينشرون الصورة الدموية، وينسبون ذلك باطلاً إلى الدين، هؤلاء ليسوا رجال دين فقط، ولكن من بينهم رجال سياسة، تستطيع أن تلاحظهم، لأن مرجعيتهم إلى أيديولوجيات تعمل لإخضاع الناس، ومن لا يخضع يوصم بالجهل والخيانة، والناس حائرة بين من يكفرهم ومن يخونهم دون أن يزيح أى منهم الخوف من نفوسهم.