مرصد الأزهر: استغلال الوضع الإنساني لأهالي غزة كورقة ضغط يعبر عن خِسَّة هذا الكيان

نبه مرصد الأزهر إلى أن استغلال الوضع الإنساني للمدنيين في غزة لا يعكس سوى خسة وانحطاط هذا الكيان المجرم، الذي فقد كل قيمه وأعرافه، إلى جانب انتهاكه للقوانين الدولية.
ويدعو المرصد إلى ضرورة إطلاق صرخة عربية ودولية للتصدي لهذا العدوان وكبح جماحه دون مماطلة.
خطة “غزة الصغيرة”
تداولت وسائل الإعلام العبرية معلومات حول ما يُعرف بخطة “غزة الصغيرة”، هذا المصطلح غير الرسمي، الذي استحدثه ناشطون ومحللون، يُستخدم للإشارة إلى خطة صـ-هـ-يونية تهدف إلى تقليص مساحة قطاع غزة عبر العمليات العسكرية المتواصلة والاحتلال.
تقترح خطة “غـزة الصغيرة” استراتيجية جديدة تهدف إلى ممارسة الضغط المدني على المقاومة الفلسطينية، من خلال إنشاء مجمعات إنسانية تشبه السجون الصغيرة، تُدار من الخارج، وتركز في المناطق الجنوبية من القطاع. يأتي ذلك بعد إجبار المتبقين من السكان في شمال ووسط القطاع على النزوح تجاه الجنوب، مما يؤدي إلى تقليص المساحة المتاحة للسكان ويخلق بيئة تدعم الهجرة الطوعية.
وتهدف الخطة أيضًا إلى ضمان عدم وصول المساعدات إلى المقاومة، من خلال إدخال المساعدات الإنسانية عبر شركات أجنبية تتولى إدارة شؤون تلك التجمعات. كما تسعى الخطة إلى قطع العلاقة بين المقاومة والشعب، وتقويض سلطتها، وسلبها أحد أبرز رموز السيادة ومصدر الإمداد الرئيسي.
في غضون ذلك، أصدرت المقاومة الفلسطينية بيانًا أكدت فيه رفضها تحويل المساعدات إلى أداة ابتزاز سياسي أو إخضاعها لشروط الاحتلال. وأشارت إلى أن الآلية المقترحة تشكل انتهاكًا للقانون الدولي وتراجعًا عن التزامات الاحتلال وفقًا لاتفاقية جنيف، وتعكس استمرار سياسة التجويع والتشتيت التي تمنح الاحتلال مزيدًا من الوقت لارتكاب جرائم الإبادة. ودعت إلى موقف دولي وعربي حازم.
بدورها، رأت صحيفة معاريف أن الخطة التي تهدف إلى استهداف المكون المدني في غزة للمرة الأولى، من أجل إظهار المقا*ومة كخيار غير مرغوب فيه في نظر السكان، كان ينبغي اعتمادها منذ بداية عام 2024، بعدما ثبت فشل الضغط العسكري على المقا*ومة في دفعها نحو تقديم تنازلات.
كما أفادت الصحيفة العبرية أن المخطط الجديد يتوقع دخوله حيز التنفيذ بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط، مما يشير إلى أن الوضع في القطاع سيشهد تحولًا جديدًا.
في هذا السياق، يؤكد مرصد الأزهر على أهمية التدخل السريع والفوري من قبل المجتمع الدولي لوقف حرب الإبادة وتجويع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ويشدد المرصد على ضرورة إنقاذ الفلسطينيين من براثن الاحتلال الغا صب، الذي يستخدم معاناتهم كأداة للضغط من أجل الترويج لصورة مزيفة من النصر تُخفي فشله خلال أكثر من عام ونصف.
كما ينبه المرصد إلى أن استغلال الوضع الإنساني للمدنيين في غزة لا يعكس سوى خسة وانحطاط هذا الكيان المجرم، الذي فقد كل قيمه وأعرافه، إلى جانب انتهاكه للقوانين الدولية. ويدعو المرصد إلى ضرورة إطلاق صرخة عربية ودولية للتصدي لهذا العدوان وكبح جماحه دون مماطلة.