هل زيت عباد الشمس ضار بصحتك؟ العلم يحسم الجدل

هل زيت عباد الشمس ضار بصحتك؟ العلم يحسم الجدل

يعتبر زيت عباد الشمس من أكثر الزيوت النباتية استخدامًا في المطابخ حول العالم، ويُروّج له غالبًا كخيار “صحي” بفضل محتواه من الدهون غير المشبعة وفيتامين E، لكن هذا الزيت الذي يُستخلص من بذور دوار الشمس.

ويثير جدلًا متزايدًا بين خبراء التغذية، بين من يثني على فوائده، ومن يحذّر من مخاطره إذا أُسيء استخدامه أو أُفرط في تناوله.

ما الذي يجعل زيت عباد الشمس مميزًا؟

يُعد زيت عباد الشمس غنيًا بالأحماض الدهنية غير المشبعة المفيدة للقلب، خاصةً في نسخته عالية الأوليك، التي تحتوي على نسبة كبيرة من حمض الأوليك، وهو من دهون أوميغا 9 المفيدة لصحة القلب والشرايين. 

كما أنه مصدر ممتاز لفيتامين E، أحد مضادات الأكسدة القوية التي تدعم صحة البشرة وتقلل من الالتهابات.

توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية باستخدام الزيوت عالية الأوليك، بما في ذلك زيت عباد الشمس، كبديل صحي للدهون المشبعة للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.

أنواع متعددة واستخدامات مختلفة

يتوافر زيت عباد الشمس بثلاثة أنواع رئيسية: عالي اللينوليك، متوسط الأوليك، وعالي الأوليك. النوع الأول غني بأحماض أوميغا 6، وهو الأكثر شيوعًا، ويُستخدم بكثرة في الطهي المنزلي والتجاري. 

أما النوع عالي الأوليك فيُعد الخيار الأفضل للطبخ على درجات حرارة عالية، بسبب استقراره الحراري ومقاومته للتحلل.

الصورة ليست وردية دائمًا

رغم فوائده، يطرح زيت عباد الشمس عدة علامات استفهام من الناحية الصحية، فالنسبة العالية من أوميغا 6، خاصة في النوع عالي اللينوليك، قد تؤدي إلى زيادة الالتهاب في الجسم إذا لم تُوازن بتناول كافٍ من أوميغا 3.

ويرتبط الالتهاب المزمن، كما هو معلوم، بأمراض القلب والسرطان وحتى اضطرابات المناعة الذاتية.

بالإضافة إلى ذلك، عند تسخين الزيت لدرجات حرارة عالية – خصوصًا في القلي العميق – قد ينتج عنه مركبات سامة تُعرف بـ”الألدهيدات”، وهي مواد يُعتقد أنها تضر بالخلايا وترتبط بخطر متزايد للإصابة بالسرطان.

كيف تستخدم زيت عباد الشمس بشكل آمن؟

ينصح خبراء التغذية باستخدام زيت عباد الشمس باعتدال، وتفضيل النوع عالي الأوليك كلما كان ذلك ممكنًا. من الأفضل أيضًا تجنب إعادة استخدام الزيت بعد الطهي لتفادي تراكم المركبات الضارة.

 كما يُستحسن استخدامه في الطهي على حرارة منخفضة أو كإضافة للسلطات، إلى جانب تعزيز تناول الدهون المفيدة مثل أوميغا 3 من مصادرها الطبيعية كالسلمون والجوز.

ولا يعتبر زيت عباد الشمس بالضرورة عدوًا للصحة، كما أنه ليس معجزة غذائية، فالسر يكمن في الاعتدال والاختيار الواعي. 

وبينما يمكن أن يكون جزءًا من نظام غذائي متوازن، فإن الإفراط فيه أو استخدامه بطرق طهي غير مناسبة قد يحوّل فائدته إلى خطر صامت.