بكين تستمع لصرخة “تواصل”.. لا للتهجير ولا للتفريط في غزة

بكين تستمع لصرخة “تواصل”.. لا للتهجير ولا للتفريط في غزة

في قاعة مجلس خبراء جامعة بكين لشؤون الشرق الأوسط، ارتفع صوت تواصل ليحمل رسالتين: الأولي استغاثةً من جرائم الحرب في غزة التي تُرتكب في ظل صمت دولي مريب، والثانية تحذيراً من زلزال الذكاء الاصطناعي الذي يهدد بإعادة تشكيل العالم.

بكلمات نارية ألقى حاتم رسلان السكرتير العام المساعد لحزب تواصل المصري، كلمة استراتيجية كاشفاً عن تحمل المجتمع الدولي مسؤولية الصمت على “التطهير العرقي” في فلسطين، وتدعو الصين – كقوة عظمى ناشئة – لقيادة تحالف دولي لمواجهة الهيمنة الغربية، وضمان “تقاسم المعرفة” التكنولوجية قبل أن تُحدث الفجوة الرقمية انقساماً جيوسياسياً لا تُحمد عقباه.  

غزة”مذبوحة” والصين هي الأمل

في جملة نارية هزت قاعة المجلس وسط انصات الحاضرين، قال رسلان “غزة ليست بخير.. إنها تُذبح!”، واصفاً الحرب الإسرائيلية بأنها “تطهير عرقي” مدعوماً بصمت دولي، ومؤكداً أن مصر ترفض أي تهجير قسري أو تنازل عن “ذرة تراب” من أراضيها أو فلسطين.  

وأشار رسلان إلى الدور الصيني كلاعب رئيسي في معادلة الشرق الأوسط، حيث أشاد بموقف بكين الواضح الداعم لدولة فلسطينية على حدود 1967، موضحًا نجاحها في مصالحة الفصائل الفلسطينية على أرضها. ودورها في تقليل التوتر عبر الوساطة السعودية-الإيرانية، مما يؤثر بالايجاب على استقرار المنطقة

ودعا لتفعيل شراكة مصرية-صينية لمواجهة “الهيمنة الاقتصادية الغربية”، ووصف السياسات الأمريكية والأوروبية بأنها “محاولة يائسة لإحياء استعمار منقرض”، مشيراً إلى أن الاحتكار الغربي للأزمات الاقتصادية يهدد بانهيار النظام المالي العالمي.  

أنواع البشر في عصر التكنولوجيا

وعن محور التطور التكنولوجي، أشاد رسلان بدور الصين كرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، محذراً من أن العالم يقف على أعتاب “ثورة معرفية” ستُحدث زلزالاً في سوق العمل، وتخلق “نوعين من البشر” ، الأول إنسان الذكاء النامي” القادر على توظيف التكنولوجيا في التقدم الصحي والعلمي. والثاني “إنسان العالَم المهمش” الذي سيتحول إلى تابع رقمي لدول التكنولوجيا.  

وطالب بضرورة وضع “ميثاق أخلاقي عالمي” بقيادة الصين ومصر لضمان تقاسم المعرفة، ومواجهة فقدان ملايين الوظائف بسبب الروبوتات، مُشيراً إلى أن مصر تدرّب 500 ألف شاب على الذكاء الاصطناعي في 2024.  

من جهته، كشف علي عبد الودود مقرر العلاقات الخارجية بتواصل، عن مباحثات مع جامعة بكين لزيادة المنح الدراسية للعرب، لاسيما في مجالات التكنولوجيا، مؤكداً أن بكين أصبحت “منارة تعليمية” تخرج آلاف المتخصصين في اللغة العربية سنوياً.  

الخطاب لم يكتفِ بتسليط الضوء على إمكانيات الذكاء الاصطناعي في إعادة صياغة الاقتصاد العالمي، بل كشف أيضاً عن مخاوف مصر من تحوّل التقدم التكنولوجي إلى سلاح بيد الدول الكبرى، فيما تُترك دول الجنوب – وعلى رأسها فلسطين – تحت نيران الاحتلال والإفقار المُمنهج.