محلل سياسي: قصف مطار صنعاء ضربات موجعة لليمنيين والتأثير محدود على الحوثيين

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي ما وصف بالهجوم “الموسع” على مطار صنعاء الدولي وعدة أهداف أخرى في العاصمة اليمنية، شملت بنى تحتية حيوية.
ويأتي هذا الهجوم، الأول من نوعه بهذا الحجم منذ ثلاثة أشهر ونصف تقريبًا، ليثير تساؤلات حول طبيعته وأهدافه وفعاليته في ردع الحوثيين.
المحلل العسكري رياض قهوجي، مستشار قناة”العربية” للشؤون العسكرية والتسلح، وصف الهجوم بأنه يندرج ضمن استراتيجية “القصف الاستراتيجي”، التي تستهدف بنى تحتية مثل المطارات ومحطات الطاقة والمصانع والمنشآت الاقتصادية.
وأوضح أن الهدف الأساسي لهذا النوع من القصف هو “الانتقام وردع الخصم”، وإظهار القدرة على إلحاق دمار مضاعف ردًا على ضربات الحوثيين، في إشارة إلى الصاروخ الذي سقط مؤخرًا قرب مطار بن غوريون.
ورأى قهوجي أن تدمير المطار بشكل كامل وتدمير ميناء الحديدة أمس يأتي في إطار العقيدة العسكرية الإسرائيلية القائمة على “الردع بالضرب المضاعف والتصاعدي”.
من جانبه، رأى المحلل السياسي اليمني عبد الستار الشميري، أن الهجوم تسبب في نزوح آلاف السكان من محيط صنعاء، وتدميرًا شاملاً للمطار وخروجه عن الخدمة.
وأشار إلى استهداف مصنع للأسمنت ومحطتي كهرباء ومركز اتصالات ومركز شرطة فارغ ومعسكر فارغ، معتبرًا أن هذه الضربات “موجعة للشعب اليمني” و”لا شيء صفر للجماعة الحوثية”.
وانتقد الشميري وصف الهجوم بـ”القصف الاستراتيجي الفعال”، مؤكدًا أنه قد يكون فعالًا ضد دول، لكنه مع جماعات مثل الحوثيين قد يأتي بنتائج عكسية على المستوى الشعبي، حيث قد ينضم العاطلون والمشردون إلى معسكرات الحوثيين، وتستغل الحركة “العاطفة الشعبية في غليان”.
ووصف الشميري النهج الأمريكي والإسرائيلي بأنه “شر يكابد شر”، متسائلاً عن سبب عدم استهداف القيادات والمنصات والصواريخ التابعة للحوثيين، مرجحًا أحد أمرين: إما عدم امتلاك معلومات استخباراتية كافية، أو تفضيل “السهل” وتوقع نجاح هذه الضربات على المستوى الشعبي، محذرا من أن هذه الضربات “لا تؤثر على الجماعة الحوثية من حيث القوة” بل تزيد من “اشتعال الغضب الشعبي”.
وتسائل عن دلالات هذا الهجوم الإسرائيلي المباشر على اليمن، بعد فترة من الاعتماد الظاهري على الضربات الأمريكية.
ورأى رياض قهوجي أن ما يحدث هو “تصعيد متدرج”، يهدف إلى تغيير سلوك الحوثيين وردعهم عن استهداف إسرائيل والسفن، وإضعاف قدراتهم، مشيرا إلى أن تغيير طبيعة الاستهدافات ليشمل بنى تحتية مدنية يهدف إلى الضغط على البيئة الشعبية للحوثيين.
واتفق قهوجي مع رأي الشميري بأن “القصف الاستراتيجي” قد لا يحقق النجاح المرجو مع تنظيمات وميليشيات مقارنة بدول.
ورأى أن إسرائيل والولايات المتحدة تواجهان “خيارات صعبة” في التعامل العسكري مع الحوثيين، وسط دعوات متزايدة في الصحف والخبراء الغربيين للاتجاه نحو “الخيار العملي البري”.
اقرأ المزيد..