الأمير جورج يشارك والديه الاحتفال بذكرى نصر أوروبا

في أجواء مفعمة بالمهابة والدفء الإنساني، خطا الأمير جورج، البالغ من العمر 11 عامًا، خطوة جديدة على طريق واجباته الملكية المستقبلية، حيث شارك إلى جانب والديه الأمير ويليام والأميرة كيت، وأفراد من العائلة المالكة، في حفل شاي مؤثر أقيم في قصر باكنجهام، تكريمًا لقدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية، ضمن احتفالات الذكرى الثمانين ليوم النصر في أوروبا.
الملك المستقبلي يلتقي أبطال الماضي
تجسد اللقاء بين الجيل الناشئ والجيل الذي صنع التاريخ في أبهى صوره، حين تبادل الأمير الصغير الابتسامات والمصافحات مع من خدموا بريطانيا في أحلك لحظاتها. وظهرت صور جورج وهو يصافح أحد المحاربين القدامى، ويبتسم أثناء تبادله الحديث معهم، في مشهد يعكس وعيًا مبكرًا بأهمية التقدير والامتنان لتضحيات الماضي.
الاهتمام بالتاريخ… من فم الأمير الصغير
بحسب حفيدة المحارب المخضرم ألفريد ليتلفيلد (101 عامًا)، كشف الأمير ويليام للحاضرين بفخر أن ابنه مهتم بالتعرف على تاريخ الخدمة العسكرية، مؤكداً أن “الاستماع إلى قصص المحاربين القدامى أمر في غاية الأهمية للجيل الجديد”، بل إن الأمير جورج أبدى فضولًا طفوليًا حين سأل السيد ليتلفيلد عن عمره أثناء سنوات خدمته، مما أسعد الأخير ودفعه للقول: “أنا فخور للغاية”.
لم تكن المناسبة مجرد لقاء رسمي، بل امتدت لتشمل لقطات إنسانية مؤثرة، كما وضع الملك تشارلزغطاء على المحاربة المخضرمة جوي ترو (98 عامًا) لحمايتها من البرد، وتبادل الدعابة مع أحد قدامى المحاربين، فيما قام المحارب نورمان تريكت (101 عامًا) بخدعة سحرية للملكة كاميلا، نالت إعجابها وضحكها.
كان من بين الحضور رجال ونساء حملوا عبء الحرب في شبابهم: أسير حرب سابق يبلغ من العمر 98 عامًا، ومقاتل من “ديزرت راتس”، وسيدة خدمت في جهاز العمليات الخاصة البريطاني.
وتحدثوا عن ذكرياتهم، وتلقوا تقديرًا مباشرًا من الملك، الذي قال لأحدهم: “وجودك هنا شرف لنا، إنه أقل ما يمكن أن نقدمه لك”.
كيت والأمومة والكتب
وفي زاوية أخرى من القصر، تحدثت الأميرة كيت إلى السيدة مارغريت وود، التي كتبت كتابًا عن تجربة إجلائها أثناء الحرب. طلبت كيت نسخة من الكتاب، مشيدة بتجربتها كأم. وقالت السيدة وود: “إنها فقط سيدة عادية، مجرد أم”.
جيل يسلم جيلًا… والذكرى لا تُنسى
جاءت هذه المشاركة العائلية في احتفالات يوم النصر لتجسد جوهر الملكية البريطانية في الربط بين الماضي والمستقبل.
وبينما تناول الضيوف الكعك والسندويشات والبيض الاسكتلندي، كانت الرسالة الأعمق تتمثل في أن إرث المحاربين القدامى سيظل حيًا في ذاكرة الأمة – لا عبر الوثائق فقط، بل في قلوب الأجيال الصاعدة، وعلى رأسهم الأمير جورج، ملك بريطانيا المرتقب.