مطار صنعاء الدولي يخرج عن الخدمة بالكامل

مطار صنعاء الدولي يخرج عن الخدمة بالكامل

أكد مصدر مسؤول في مطار صنعاء الدولي، اليوم ، أن غارات جوية إسرائيلية استهدفت المطار وأدت إلى تدمير طائرتين مدنيتين تابعتين للخطوط الجوية اليمنية، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية للمطار وخروجه عن الخدمة بشكل كامل.

 

وقال المصدر، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن “الضربات الجوية الإسرائيلية تسببت في تدمير طائرتين من طراز إيرباص 320 و330، كما ألحقت أضرارًا جسيمة بمدرج المطار، وصالات الركاب، وبرج المراقبة”، مشيرًا إلى أن “مطار صنعاء الدولي خرج عن الخدمة بشكل كامل، ولا توجد معلومات دقيقة حول موعد إعادة تشغيله”.

 

وعلى إثر القصف، أعلنت الخطوط الجوية اليمنية تعليق جميع رحلاتها من وإلى مطار صنعاء الدولي حتى إشعار آخر، ما يزيد من عزلة العاصمة اليمنية في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تمر بها البلاد.

 

وفي السياق ذاته، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء انقطاعًا واسعًا في التيار الكهربائي، بعد استهداف الغارات الإسرائيلية لمحطات الكهرباء المركزية في حزيز وذهبان. وقال سكان محليون إن الكهرباء انقطعت عن معظم المديريات المرتبطة بالمحطات المستهدفة، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة.

 

ووفق وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي، فإن الغارات الإسرائيلية استهدفت أيضًا مصنع إسمنت عمران، ومحطات كهرباء في ذهبان وعصر وحزيز، إضافة إلى مواقع عسكرية مفترضة في جبل عطان ومحيط المطار.

 

وكان الجيش الإسرائيلي قد دعا المدنيين المتواجدين في محيط مطار صنعاء إلى إخلاء المنطقة فورًا، تمهيدًا لتنفيذ ضربات عسكرية، وذلك بعد يوم من غارات مماثلة استهدفت ميناء الحديدة ومصنع باجل للإسمنت غربي البلاد، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من ثلاثين آخرين، وفق مصادر طبية محلية.

 

وتأتي هذه الضربات في أعقاب تبني جماعة الحوثي إطلاق صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل أصاب محيط مطار بن غوريون في تل أبيب، في تصعيد خطير دفع تل أبيب إلى التهديد بالرد بالتنسيق مع الولايات المتحدة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات سابقة: “استهدفنا الحوثيين في الماضي، وسنستهدفهم مجددًا إذا تطلب الأمر”.

 

ترمب: الحوثيون لا يريدون القتال بعد الآن

 

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في تصريحات صحفية مثيرة أدلى بها مساء السبت، أن جماعة الحوثي في اليمن أبلغت الإدارة الأميركية برغبتها في وقف القتال والتصعيد العسكري، مؤكدًا أن واشنطن قررت وقف الضربات الجوية ضد أهداف حوثية بشكل فوري استجابة لهذا التوجه.

 

وقال ترمب: “الحوثيون قالوا البارحة إنهم لم يعودوا يريدون القتال، وهذه أخبار جيدة. لقد قالوا لنا: رجاء توقفوا عن قصفنا وسنتوقف من جانبنا عن استهداف السفن”. وأضاف: “أنا أقبل بكلمتهم هذه، وسنتوقف فورا عن الضربات الجوية في اليمن”.

 

وأكد الرئيس الأميركي أن إدارته لم تتوصل بعد إلى اتفاق رسمي مع الحوثيين، لكنه أشار إلى أن الجماعة بادرت بطلب وقف التصعيد، مشددًا على أن “هذا تطور إيجابي للغاية” قد يفتح الباب أمام تهدئة أوسع في المنطقة.

 

كما أشار ترمب إلى أن البيت الأبيض يستعد للإعلان عن “حدث كبير للغاية” قبل زيارته المرتقبة إلى الشرق الأوسط، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول طبيعة الإعلان أو ارتباطه بالوضع في اليمن أو بملفات إقليمية أخرى.

 

السعودية تطالب بوقف فوري للحرب في السودان وتدعو إلى حل سياسي شامل

 

طالب مجلس الوزراء السعودي، خلال اجتماعه الأسبوعي الذي ترأسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يوم الثلاثاء، بالوقف الفوري للحرب الدائرة في السودان، محذرًا من استمرار المعاناة الإنسانية والدمار الذي يهدد مستقبل البلاد وشعبها.

 

وأكد المجلس أن إنهاء الأزمة يتطلب التوصل إلى حل سياسي سوداني – سوداني، يحترم سيادة السودان ووحدة أراضيه، ويقوم على دعم مؤسسات الدولة الوطنية. وشدد على أهمية أن يكون الحل نابعًا من الداخل السوداني بعيدًا عن التدخلات الخارجية، بما يضمن تحقيق الاستقرار وبناء مستقبل مزدهر للسودانيين.

 

وتناول مجلس الوزراء خلال جلسته تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لخفض التصعيد في المنطقة، والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة لمعالجة الأزمات وتخفيف التوترات، وترسيخ احترام القانون الدولي، بما يسهم في بناء نظام عالمي أكثر استقرارًا وأمانًا.

 

وتشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 حربًا أهلية طاحنة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، تفجّرت على خلفية خلافات عميقة حول دمج القوات وتوزيع السلطة خلال المرحلة الانتقالية. وأسفرت الحرب عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث قُتل أكثر من 61 ألف شخص في ولاية الخرطوم وحدها، ونزح ما يزيد عن 11 مليون آخرين داخل وخارج البلاد، وسط احتياج نحو 30 مليون شخص للمساعدات الإنسانية العاجلة.

 

وتفاقمت الأوضاع في السودان بسبب انهيار البنية الزراعية وانعدام الأمن الغذائي لنحو 20 مليون شخص، فضلاً عن تفشي الأمراض، وازدياد حوادث العنف القائم على النوع الاجتماعي. ويواجه إيصال المساعدات الإنسانية تحديات كبرى نتيجة استمرار الاشتباكات وانعدام الأمن، وهو ما يتطلب فتح ممرات إنسانية آمنة لضمان وصول الإغاثة للمتضررين.

 

وتواصل المملكة العربية السعودية، إلى جانب شركائها الدوليين، جهودها الدبلوماسية والإنسانية لوقف النزاع وتخفيف الأزمة المتفاقمة، من خلال دعوات متكررة للتهدئة واحتضانها لمفاوضات سابقة بين الأطراف السودانية في مدينة جدة.