خبير: خطة “مراكب جدعون” الإسرائيلية في غزة لعب بالنار مع مصر

في مشهد ينذر بتغيير قواعد اللعبة، تقف غزة على أعتاب تصعيد خطير، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خطة “مراكب جدعون” التي تتضمن هجومًا مكثفًا وتوسيعًا للاحتلال داخل القطاع، إضافة إلى ترحيل السكان نحو جنوبه على تخوم مصر بذريعة “الحماية”، هذه الخطة أعادت إلى الأذهان شبح النكبة، وفتحت الباب لمواجهات أكثر قتامة، ما يزيد من التوتر القائم بين القاهرة وتل أبيب ويجعل من رفح خط النار الجديد.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن خطة “مراكب جدعون” تهدف إلى نقل السكان إلى جنوب قطاع غزة، وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، تقضي الخطة بحصر الفلسطينيين في منطقة محددة بين ممر مراج ومحور فيلادلفيا تحت سيطرة كاملة للقوات الإسرائيلية، على أن يتم توزيع المساعدات في غزة من خلال هذه المنطقة.
وأشارت مصادر إلى إنشاء ثلاثة مراكز توزيع في رفح، إلى جانب مركز مؤقت قد يُفتح لفترة وجيزة مع بداية الهجوم المكثف ثم يُغلق لاحقًا.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد توعد بشن هجوم مكثف على قطاع غزة وتوسيع احتلال أراضيه، مؤكدًا أنه سيتم ترحيل السكان من أجل “حمايتهم” على حد وصفه.
وقال: “بالأمس اتخذنا قرارًا في الكابينت حول عملية عسكرية قوية في غزة، وهذا وفقًا لتوصية رئيس هيئة الأركان. سنخوض معركة للانتصار على حركة حماس، وهذا سيساهم في إطلاق سراح المحتجزين… سيكون هناك نقل لسكان غزة من أجل حمايتهم.”
الخبير في الشؤون الإسرائيلية صبحي عسيلة أكد أن هذه الخطة ليست جديدة في جوهرها، بل هي استمرار لسياسة ترحيل سكان قطاع غزة التي بدأت منذ اليوم الأول للصراع.
ورأى أن نتنياهو يسعى إلى “إبادة قطاع غزة” وتحويله إلى “أرض محروقة”، مدعومًا هذه المرة بتصريحات ترامب حول “الهجرة الطوعية”.
وشدد عسيلة على أن حشر الفلسطينيين في منطقة رفح يمثل مخاطر على الأمن القومي المصري، مؤكدًا على الموقف المصري الثابت الرافض لتهجير الفلسطينيين، واعتبر أن أي عملية يقوم بها نتنياهو لتهديد الأمن القومي المصري تمثل “لعبًا بالنار” وتهديدًا للاستقرار الإقليمي.
في المقابل، رأى الكاتب والباحث السياسي حنان ملر أنه من غير المعقول أن يقوم نتنياهو بتهجير مئات الآلاف أو ملايين الفلسطينيين إلى داخل الأراضي المصرية، معتبرًا أن ذلك “ينسف اتفاق السلام” بين مصر وإسرائيل، وهو ما لا يريده نتنياهو، ورجح أن الهدف قد يكون تركيز الفلسطينيين في مناطق آمنة لتقديم المساعدات.
إلا أن آخرين اعتبروا أن إصرار نتنياهو على هذه الخطة لا يأتي من فراغ، وأن التوتر بين الجانبين متراكم، ورغم تأكيد الجانبين على أهمية معاهدة السلام، إلا أن البعض يرى أن تصرفات نتنياهو قد تقوض هذه المعاهدة، خاصة مع التهديدات المصرية الصريحة بأن المساس بالأمن القومي المصري هو “خط أحمر”.
وعلى الصعيد الدولي، اعترض الاتحاد الأوروبي ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية على أي اقتراح لا يرقى إلى مستوى المبادئ الإنسانية، معتبرين أن الخطة الإسرائيلية عكس ما هو مطلوب. وطالبت مصر، على لسان وزير خارجيتها، إسرائيل بتوفير المأكل والمشرب للفلسطينيين باعتبارها سلطة احتلال.
وحذر خبراء من أن “التجويع هو خط أحمر” مرفوض أخلاقيًا ودينيًا وسياسيًا وقانونيًا، مطالبين جميع الأطراف الدولية والإسرائيلية بمنع مثل هذه المخاطر.
ويرى محللون أن نتنياهو قد يستخدم التهديدات والتعبئة العسكرية لزيادة الضغط على حركة حماس والقوى الشعبية في قطاع غزة.
اقرأ المزيد..