انتخاباتُ الصحفيينَ ودلالاتُها

انتهتْ انتخاباتُ نقابةِ الصحفيينَ بحلوِها ومرِّها، وقالتِ الجمعيةُ العموميةُ كلمتَها.. ربحَ من ربحَ وخسرَ من خسرَ، فألفُ مبروكٍ للفائزينَ وحظٌّ أوفرُ لمن لم يُحالفْهم التوفيقُ.. على الجميعِ خاصةً ممن لم يُحالفْهم التوفيقُ أنْ يقفوا على أسبابِ خسارتِهم وأنْ يُدركوا أنَّ مزاجَ وفكرَ أعضاءِ الجمعيةِ العموميةِ الذينَ يزيدُ عددُهم قليلًا عن عشرةِ آلافِ عضوٍ قد تغيرَ.. وأنَّ تشكيلَ الجمعيةِ العموميةِ أصبحَ الشبابُ هم الغالبيةُ وأنَّ السيطرةَ أو إذعانَ هؤلاءِ الشبابِ لتوجهٍ هنا أو رغبةٍ هناكَ أصبحَ من ذكرياتِ الماضى.. لقدْ تعددتْ برامجُ المرشحينَ فبعضُها رفعَ شعارَ الدفاعِ عن الكرامةِ المهنيةِ، وأخرى ركزتْ على تحسينِ الخدماتِ والامتيازاتِ، اختارتِ الجمعيةُ العموميةُ الدورَ الذى يجبُ أنْ تلعبَهُ النقابةُ من عمرِ الصحافةِ المصريةِ فهذا حقُّها ولا حرجَ.. خاضَ المرشحونَ معركةً صعبةً حاميةَ الوطيسِ، لم تكنْ نتائجُها محسومةً، لكنها انتهتْ وبقيتِ الدروسُ التى يجبُ أنْ نتوقفَ أمامَها طويلًا خاصةً ممن لم يُحالفْهم التوفيقُ ولمن لم يقرأِ المشهدَ الانتخابيَّ قراءةً جيدةً.. على الجميعِ أنْ يُدركَ أنَّ قصةَ مرشحِ الحكومةِ قد ذهبتْ إلى غيرِ رجعةٍ.. صحيحٌ يستخدمُها البعضُ دعايةً، وصحيحٌ يستخدمُها المتنافسونَ بهدفِ إثارةِ أعضاءِ الجمعيةِ العموميةِ والحشدِ لإسقاطِ مرشحِ الحكومةِ.. لذا نؤكدُ على أنَّ النقابةَ لا تُنافسُ الحكومةَ فى شيءٍ، فلا هى حزبٌ سياسيٌّ يسعى للسلطةِ ولا الصحفيونَ خصمًا للحكومةِ.. فالحكومةُ تدعمُ الصحفيينَ بالكثيرِ والصحفيونَ هم أهمُّ داعمى الدولةِ فى الداخلِ والخارجِ.. ما جرى من تواصلٍ وما صدرَ من بياناتٍ ممن فازَ ومن لم يُحالفْهُ التوفيقُ خاصةً على مستوى منصبِ النقيبِ دليلٌ على رقيٍّ وأخلاقياتٍ تليقُ بمن خاضوا المنافسةَ وجعلوا منها منافسةً حقيقيةً تليقُ بأصحابِ الرأيِ والفكرِ.. اتصالُ النقيبِ الفائزِ بمنافسِهِ وتهنئةُ المرشحِ الذى لم يُحالفْهُ التوفيقُ للفائزِ رسالةٌ مهمةٌ للجميعِ ودليلٌ على طيِّ صفحةِ الانتخاباتِ وما شابَها من تجاوزاتٍ لم تشهدْها أيُّ انتخاباتٍ من قبلُ.. تواصلُ النقيبِ الفائزِ بمنافسِهِ وتهنئةُ المرشحِ الذى لم يُحالفْهُ التوفيقُ بالنقيبِ الفائزِ إشارةٌ إلى ضرورةِ التحلى بالعقلانيةِ والسموِّ الأخلاقيِّ وعبرةٌ لبعضِ الأنصارِ المتعصبينَ ومن يُديرونَ الحملاتِ الانتخابيةَ هنا أو هناكَ.. شكرًا للمرشحينَ الذينَ جعلوا من العرسِ الانتخابيِّ منافسةً حقيقيةً تليقُ بالصحفيينَ الذينَ حضرَ منهم ستةُ آلافِ عضوٍ أيْ قرابةَ الستينَ فى المائةِ من أعضاءِ الجمعيةِ العموميةِ وتليقُ بنقابةِ الصحفيينَ.. نعمْ مرتِ الانتخاباتُ بحلوِها ومرِّها وتركتْ فينا وعيًا جديدًا مفادُهُ أنَّ التنافسَ لا يعنى العداءَ وأنَّ الاختلافَ لا يُبررُ الإساءةَ.. علينا أنْ نطويَ صفحةَ الانتخاباتِ ونفتحَ صفحةً جديدةً قوامُها الاحترامُ والتعاونُ والرغبةُ الصادقةُ فى بدايةِ مرحلةٍ جديدةٍ تليقُ بنقابةِ الصحفيينَ وبتاريخِ وكفاحِ الصحفيينَ.. نقابةٌ لا تُقصى أحدًا ولا تنحازُ إلا للحقِّ والمهنةِ وهمومِهما وخدمةِ أعضائِها.. كونوا جميعًا صوتًا وعونًا لنا.. اجتهدوا جميعًا ما استطعتمْ لخدمةِ مهنتِكم وزملائِكم ممن صوتوا لكم أو لمنافسِيكُم.. توحدوا وكونوا على قلبِ رجلٍ واحدٍ فى مواجهةِ التحدياتِ التى تواجهُ المهنةَ وممتهنيها.. نتمنى جميعًا أنْ تكونَ هذهِ المرحلةُ نقطةَ انطلاقٍ لبدءِ التغييرِ الجذريِّ لأوضاعِ الصحافةِ والصحفيينَ.. ومبروكٌ للزملاءِ الفائزينَ وحظٌّ أوفرُ للزملاءِ الذينَ لم يُحالفْهم التوفيقُ وكلُّ انتخاباتٍ وأنتم بخيرٍ ومحبةٍ.
[email protected]