وفاة الابنة الكبرى للقارئ الراحل محمد صديق المنشاوي

وفاة الابنة الكبرى للقارئ الراحل محمد صديق المنشاوي

توفيت مساء اليوم الثلاثاء الحاجة فتحية، الابنة الكبرى للشيخ القارئ الراحل محمد صديق المنشاوي، أحد أعلام تلاوة القرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي.

 

 

وكانت الحاجة فتحية محمد صديق المنشاوي، من حفظة القرآن الكريم وسارت على نهج والدها رحمه الله، كما كانت خادمة للناس ومحبة للخير ومتبعة لسنة النبي المصطفى طوال حياتها.

 

يذكر أنه في فبراير الماضي، توفي الحاج حامد، شقيق الشيخ محمد صديق المنشاوي.

 

وأصدرت وقتها نقابة القراء بيانا تقول فيه: بِسْمِ اللَّـهِ الرحمن الرحيم ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جنتي)، انتقل الى رحمة الله تعالى المرحوم الحاج حامد صديق المنشاوى شقيق المرحوم القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي وشقيق الشيخ محمود صديق المنشاوي، وعم الشيخ صديق محمود المنشاوى.

 

وتابعت نقابة القراء: ونسأل المولى العلى القدير أن يتغمده بواسع رحمته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً – وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان -في جنه الخلد ان شاء الله -فلنصبر ولنحتسب ولا نقول الا ما يرضي ربنا منا إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ.. لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.

وفي سياق متصل، أكدت الدكتورة فادية محمد صديق المنشاوي، أن أسرة الشيخ الراحل قامت مؤخرًا بتسليم الإذاعة المصرية مجموعة من التلاوات النادرة التي لم تُذع من قبل، في خطوة تهدف إلى إحياء تراث والدها وإتاحته لجمهور المستمعين.

الشيخ محمد صديق المنشاوي
 

القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي 

ولد القارئ الشيخ محمد صدِّيق المنشاوي بقرية البواريك بمدينة المنشأة بمحافظة سوهاج بصعيد مصر في 20 يناير 1920م، ورحل عن دنيانا 20 يونيو 1969، وما بين مولده ورحيله فقد نشأ في أسرة معظم قرائها من حملة القرآن، حيث حفظ القرآن الكريم وعمره أحد عشر عامًا على يد الشيخ محمد النمكي،  قبل أن يدرس أحكام التلاوة على يد الشيخ محمد أبو العلا، ونال إجازة في القراءات العشر على يد الشيخ محمد سعودي.

 

شهرته:

 

ذاع صيته ولقي قبولاً حسنًا لعذوبة صوته وجماله وانفراده بذلك، إضافة إلى إتقانه لـمقامات القراءة، وانفعاله العميق بالمعاني والألفاظ القرآنية.

زار الشيخ المنشاوي، الابن، العديد من البلاد العربية والإسلامية وحظي بتكريم بعضها، حيث منحته إندونيسيا وسامًا رفيعًا في منتصف الخمسينيات، كما حصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية من سوريا عام 1965م، وزار باكستان والأردن وليبيا والجزائر والكويت والعراق والسعودية، وقد ترك الشيخ أكثر من مائة وخمسين تسجيلًا بإذاعة جمهورية مصر العربية والإذاعات الأخرى، كما سجل ختمة قرآنية مرتلة كاملة تذاع بإذاعة القرآن الكريم وتلاوته.

وتلى الشيخ محمد صديق المنشاوي، القرآن في المساجد الرئيسية في العالم الإسلامي، كالمسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، والمسجد الأقصى في القدس، وذاع صيته لعذوبة صوته وجماله وانفراده بذلك، إضافة إلى إتقانه لـمقامات القراءة، وانفعاله العميق بالمعاني والألفاظ القرآنية، وكان أحد روّاد التلاوة المتميزين بتلاوته المرتلة، وسجل المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم، وكان أحد القراء في الإذاعة المصرية. 

 

لقد نشأ الشيخ صديق المنشاوي وعاش في صعيد مصر وذاع صيته فيها وفي الأقاليم المجاورة واتصل في شبابه بالشيخ أبو الوفا الشرقاوي فطرب بصوته وجعله من خاصته.

 

واعتمد قارئا بالإذاعة المصرية في 1953م، وكان أول قارئ يتم الاجتماع على اعتماده قبل الاختبارات، وعُين قارئاً بمسجد الزمالك، وسجل القرآن كاملاً فى ختمة مرتلة برواية حفص عن عاصم، بالإضافة إلى ما يزيد على 150 تسجيلاً، واعتادت إذاعة القرآن الكريم أن تبدأ بتلاوة الشيخ المنشاوي فى أول أيام شهر رمضان وقت أذان المغرب، هذا إلى جانب تسجيلات فى المسجد الأقصى وسوريا والسعودية، وأصبح فخرًا للعالم الإسلامى والعربى .

وكان للشيخ المنشاوي ولدان أكبرهما الشيخ محمد صديق المنشاوي، والثاني كان ذا صوت جميل وموهبة حسنة ولكنه مات وهو في مقتبل العمر في حادث، وظل الشيخ المنشاوي حتى مماته وفيًّا لعهده فلا يقرأ خارج حدود مديريته ولا يساوم على أجر ولا يتفق عليه، ولكنه هجر إقليمه مرتين؛ الأولى عندما جاء القاهرة ليقرأ ثلاثة أيام متتالية في مأتم الشيخ رفعت والثانية عندما أقنعه الإعلامي الكبير فهمي عمر، بلدياته بالحضور إلى القاهرة لإجراء اختبار لصوته في الميكروفون، لكن النتيجة جاءت للأسف بالسلب لأن هناك من الأصوات ولسوء الحظ كالوجوه، فبعض الوجوه الجميلة لا تصلح للتصوير وينطبق هذا على الأصوات ولسوء حظنا أن الشيخ المنشاوي من هذا النوع.