المشي السريع… وسيلة بسيطة لحماية قلبك من هذه الاضطرابات

المشي السريع… وسيلة بسيطة لحماية قلبك من هذه الاضطرابات

توصلت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Heart إلى نتيجة لافتة، وهي أن المشي بوتيرة متوسطة إلى سريعة قد يقلل من خطر الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب، وعلى رأسه الرجفان الأذيني – أكثر أنواع اضطرابات نظم القلب شيوعًا. 

وبحسب مجلة “ذا هيلث” الأمريكية، يتوقع الخبراء أن تطال هذه الحالة، التي تصيب حجرات القلب العلوية وتزيد من خطر السكتة الدماغية، أكثر من 12 مليون أمريكي بحلول عام 2030.

نتائج تعزز قيمة المشي اليومي

اعتمد الباحثون على بيانات أكثر من 420 ألف شخص في المملكة المتحدة للإجابة عن سؤال بسيط: هل تؤثر سرعة المشي على صحة القلب؟ النتيجة كانت نعم، وبشكل واضح. 

وانخفض مستوى خطر الإصابة باضطرابات نظم القلب لدى الأشخاص الذين ساروا بسرعة “متوسطة” – أي بين 3 و4 أميال في الساعة –  بنسبة 35%، في حين أن من مشوا أسرع قلّ خطرهم بنسبة 43%. هذه النتائج استمرت في الظهور حتى بعد الأخذ بعين الاعتبار عوامل صحية ومجتمعية متنوعة.

كما أظهرت الدراسة أن المشي الأسرع ارتبط بسلوكيات صحية أخرى: المشاركون الأسرع كانوا أنحف، وأقل عرضة لارتفاع الكوليسترول أو الجلوكوز، وتمتعوا بمحيط خصر أصغر وقوة عضلية أكبر.

وكان اللافت أن الفوائد ظهرت بوضوح أكبر لدى النساء، والأشخاص دون الستين، والمصابين بارتفاع ضغط الدم أو بظروف صحية مزمنة.

القيود والدقة العلمية

ورغم أن الدراسة كانت كبيرة الحجم وشاملة، فإنها رصدية، ما يعني أنها لا تُثبت علاقة سببية بل تُظهر ارتباطًا. كما أشار خبراء إلى أن العينة شملت أغلبية بيضاء، وتجنبت كبار السن فوق السبعين، ما قد يؤثر على قابلية تعميم النتائج.

كيف تبدأ؟

يرى الخبراء أن المشي من أسهل وأبسط أنواع التمارين التي يمكن للغالبية ممارستها، بغض النظر عن الموقع أو الأدوات. التضاريس المتنوعة والهواء الطلق قد يضيفان بُعدًا نفسيًا إيجابيًا، لكن النقطة الأهم هي الاستمرارية. وبالنسبة لمن يعانون من حالات صحية أو سمنة، يُنصح بالبدء بوتيرة معتدلة وزيادتها تدريجيًا، مع استشارة الطبيب عند الحاجة.

في عالم يعج بالنصائح الصحية المعقدة، تُعيد هذه الدراسة تسليط الضوء على فائدة قديمة ومجربة: المشي، حين يكون بوتيرة حيوية، يمكن أن يحمي القلب، ويمنح الجسد دفعة نحو صحة أفضل. فكما تقول الباحثة جيل بيل: “يكفي أن نخصص بضع دقائق يوميًا للمشي الهادف، لنمنح أنفسنا فرصة حقيقية للوقاية.”