علامات مبكرة لمرض باركنسون لا يعرفها الكثيرون

يظل مرض باركنسون واحداً من الأمراض العصبية المعقدة، والذي يتسبب في تغييرات كبيرة في حياة المصابين به.
وبينما ترتبط أعراضه الأكثر شهرة بالرعشات وصعوبة الحركة، يمكن أن تظهر علامات أخرى في مراحل مبكرة من المرض، والتي قد تكون أكثر دقة وصعوبة في ملاحظتها.
مرض باركنسون: مرض عصبي سريع الانتشار
يُعتبر مرض باركنسون من أسرع الأمراض العصبية نمواً في العالم، وعلى الرغم من أن مرض باركنسون يُعد ثاني أكثر الاضطرابات العصبية شيوعاً بعد مرض الزهايمر، إلا أن الوعي به لا يزال محدوداً.
وفقاً لجينيفر تايلور، مديرة خدمة الخط الساخن في جمعية باركنسون في المملكة المتحدة، فإن المرض يظل محاطاً بالغموض ويؤثر على الناس بطرق متنوعة، حيث يشتمل على أكثر من 40 عرضاً مختلفاً.
أسباب المرض: ماذا يحدث في الدماغ؟
يحدث مرض باركنسون عندما تتوقف الخلايا العصبية التي تنتج الدوبامين عن العمل. يعد الدوبامين مادة كيميائية في الدماغ تساعد في التحكم في الحركة، ولكن السبب الدقيق الذي يؤدي إلى موت هذه الخلايا لا يزال غير معروف.
وتشير الدراسات إلى أن عوامل مثل الوراثة، البيئة، ونمط الحياة قد تسهم في احتمال الإصابة بهذا المرض.
الأعراض المبكرة التي لايعرفها الكثيرون
بينما تتعلق الأعراض الشهيرة بمرض باركنسون بالرعشات وصعوبة الحركة، توجد مجموعة من الأعراض المبكرة التي لا يتعرف عليها غير الخبراء بسهولة:
الشعور بالألم
يعد الألم من الأعراض التي قد تظهر في المراحل المبكرة للمرض، ويشمل الألم العضلي الهيكلي، وآلام الأعصاب، والتقلصات العضلية المستمرة.
القلق
قد يعاني الأشخاص المصابون بمرض باركنسون من مشاعر قلق مستمر، ما قد يؤدي إلى تجنب التفاعل الاجتماعي أو الإصابة بنوبات قلق.
مشاكل التوازن
يعد عدم الاستقرار أثناء المشي وصعوبة التوازن من الأعراض التي قد تظهر في مراحل مبكرة، مما قد يتسبب في السقوط وفقدان الثقة بالنفس.
الصلابة
يعاني بعض المرضى من تيبس في الأطراف، وهو ما يؤثر على نطاق الحركة. يمكن أن يتسبب هذا في صعوبة في التنقل أو المشي بشكل طبيعي.
فقدان حاسة الشم
يشير ضعف حاسة الشم إلى أحد الأعراض المبكرة لمرض باركنسون، وقد يحدث هذا قبل سنوات من ظهور الأعراض الحركية.
مشاكل النوم والتعب
يعاني المصابون بمرض باركنسون من مشاكل في النوم، مثل الأرق واضطراب سلوك النوم السريع. كما يعاني البعض من تعب شديد حتى بعد الراحة الكافية.
الرعشة
تعتبر الرعشة أحد الأعراض الأكثر شيوعاً، حيث تظهر عادة في الأطراف العلوية أثناء الراحة. قد تكون الرعشة غير متماثلة في البداية، وتختفي عند استخدام اليد في نشاط معين.
الاكتئاب
يمكن أن يظهر الاكتئاب في مراحل مبكرة، بل قد يكون من الأعراض التي تحدث قبل تشخيص مرض باركنسون، مما يزيد من تعقيد التشخيص.
صغر خط اليد وبطء الحركة
يعد صغر حجم خط اليد من الأعراض المبكرة للمرض. قد يلاحظ الأشخاص المصابون صعوبة في الكتابة بشكل طبيعي، إضافة إلى بطء في أداء الأنشطة اليومية.
تعبيرات الوجه الجامدة
من الأعراض المبكرة الأخرى التي قد تطرأ هي نقص التعبير الوجهي، مما قد يفسر على أنه مزاج سيئ أو حالة نفسية مضطربة.
ويصعب على المصابين الابتسام أو إظهار تعبيرات وجه واضحة بسبب تيبس العضلات.
التشخيص المبكر والعلاج
على الرغم من أن مرض باركنسون لا يزال مرضاً غير قابل للشفاء، إلا أن التشخيص المبكر وتعديل نمط الحياة يمكن أن يساعد في تقليل تأثير المرض على الحياة اليومية. حسب الدكتور بال أثوال، استشاري طب الأعصاب، يمكن تقليل تأثير المرض على متوسط العمر المتوقع باستخدام الأدوية والعلاج الطبيعي والجراحة في بعض الحالات.
تظهر الأبحاث أن الأعراض قد تختلف من شخص لآخر، لذا من المهم متابعة أي تغييرات غير مبررة في الصحة وطلب استشارة طبية مبكرة.