مدحت يوسف: روائح البنزين تكشف التلاعب.. والمواد العطرية مؤشر للجودة

أكد المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، أن إمكانية غش البنزين بشكل منظم وعلى نطاق واسع أمر غير وارد، نظراً لأن جميع محطات الوقود في مصر يتم تموينها عبر شركات تسويق كبرى تحمل علامات تجارية معروفة، وتتسلم الوقود مباشرة من معامل التكرير المصرية الخاضعة لرقابة صارمة على الجودة.
وأوضح يوسف في تصريحات خاصة لـ«تواصل»، أن البنزين المنتج محلياً يمر بسلسلة من التحاليل الكيميائية والفحوصات الفنية داخل معامل الجودة بشركات الإنتاج، كما تخضع كل شحنة رقابة إضافية من شركات التسويق قبل ضخها إلى المحطات. وأضاف: “عمليات الغش في البنزين، إن حدثت، فهي حالات محدودة تقع في بعض المحطات، ويتم التعامل معها بصرامة من خلال فرق التفتيش التابعة لوزارة البترول، بالإضافة إلى وزارة التموين والأجهزة الأمنية المختصة”.
وأشار إلى أن أكثر أنواع الغش انتشاراً يتمثل في خلط بنزين 80 ببنزين 92 لتحقيق مكاسب مالية نتيجة لفروق الأسعار، بينما تراجعت تماماً حالات خلط البنزين بالماء بسبب سهولة كشفها وما يترتب عليها من عقوبات قاسية، مثل الإغلاق الطويل للمحطات المتورطة.
وحول الروائح المختلفة للبنزين، أوضح يوسف أن للبنزين رائحة مميزة بسبب احتوائه على مواد عطرية، وهي رائحة مقبولة بطبيعتها، لكن أية روائح غير معتادة قد تكون دليلاً على وجود إضافات غير مصرح بها. وأشار إلى انتشار عبوات تباع بمحطات الوقود وبعض المحال التجارية تحت مسميات مثل “الإيثانول” أو “الكحول الإيثيلي”، ينصح بها بعض العاملين غير المتخصصين، محذراً من استخدامها. وقال: “غالبية هذه العبوات مغشوشة بالماء، وتسبب أضراراً بالغة لمحركات السيارات”.
محسنات البنزين.. كارثة
كما حذر من استخدام ما يسمى بمحسنات البنزين أو منظفات دورة الوقود التي تباع في الأسواق، موضحاً أنها غالباً تحتوي على مركبات المنجنيز، وهي مواد ممنوعة دولياً لما لها من آثار ضارة على المحركات والبيئة.
وأكد يوسف أن فرق التفتيش التابعة لهيئة البترول وشركات التسويق، إضافة إلى وزارة التموين ومباحث التموين، تجري حملات دورية ومفاجئة على المحطات، ويتم سحب عينات عشوائية أو استجابة لشكاوى المواطنين، حيث تُجمع العينات وفق بروتوكولات دقيقة ويتم اختبارها بمعامل متخصصة، وفي حال ثبوت التلاعب تُحال المحطة المخالفة إلى التحقيق ويتم إغلاقها.
وفي ختام تصريحاته، أرجع يوسف بعض حالات الغش الفردية مؤخراً إلى وفرة مادة الإيثانول بعد جائحة “كوفيد-19″، حيث لجأ بعض التجار إلى خلطها بالبنزين وبيعها على أنها وقود للسيارات، مؤكداً أن الإيثانول يحتوي على نسبة عالية من الماء نظراً لقدرته الكبيرة على امتصاص الرطوبة من الهواء، ما يتسبب في أضرار جسيمة لمحركات السيارات ويغير من رائحة البنزين الطبيعية.