واشنطن وتل أبيب تبحثان تشكيل إدارة مؤقتة بقيادة أميركية في قطاع غزة

واشنطن وتل أبيب تبحثان تشكيل إدارة مؤقتة بقيادة أميركية في قطاع غزة

كشفت مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” أن الولايات المتحدة وإسرائيل تجريان مناقشات أولية حول إمكانية تشكيل إدارة مؤقتة في قطاع غزة، تتولى واشنطن قيادتها، وذلك في إطار التصورات المطروحة للمرحلة التي تلي انتهاء الحرب في القطاع.

 

وأوضحت المصادر أن المشاورات، التي وُصفت بأنها “رفيعة المستوى”، تركزت على مقترح لتأسيس حكومة انتقالية تقودها شخصية أميركية، تتولى الإشراف على غزة مؤقتاً، إلى حين تحقيق الاستقرار ونزع السلاح، وتهيئة الظروف لظهور إدارة فلسطينية تعتبرها واشنطن “قابلة للحياة”.

 

ووفقاً للمصادر، لا تشمل الخطة المطروحة في الوقت الحالي إشراك حركة حماس أو السلطة الفلسطينية، كما لم تُقدم حتى الآن أي ضمانات بشأن التوصل إلى اتفاق نهائي حول المقترح، الذي لا يزال في مراحله الأولى من النقاش.

 

وأكدت المصادر أن المناقشات بين الجانبين لا تزال في طور الصياغة، وسط إدراك لتحديات كبيرة قد تعيق تنفيذ أي إدارة خارجية في غزة، بما في ذلك ردود فعل قوية محتملة من دول في المنطقة، ورفض فلسطيني واسع لمثل هذا السيناريو.

 

وفي هذا السياق، سبق أن أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلاً واسعاً في فبراير الماضي، حين أعلن خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نيته “السيطرة على غزة” وتحويلها إلى منطقة استثمارية شاطئية شبيهة بـ”الريفييرا”، مع خطة لإعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة، وهو ما قوبل برفض عربي ودولي.

 

الاحتلال: رصد صاروخ باليستي أُطلق من اليمن وسقط قبل أن يصل أراضينا

 

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم ، أنه رصد إطلاق صاروخ باليستي من الأراضي اليمنية باتجاه إسرائيل، مؤكدًا أن الصاروخ سقط قبل أن يصل إلى الأجواء الإسرائيلية.

 

ونقل موقع “يسرائيل هيوم” عن مصادر مطلعة أن الصاروخ الباليستي تم اعتراضه في الأجواء السعودية، في حين ذكرت وسائل إعلام أخرى أن الصاروخ سقط داخل الأراضي السعودية دون أن يتم اعتراضه. ولم تصدر الرياض بيانًا رسميًا حتى الآن لتأكيد أو نفي هذه الروايات.

 

وفي سياق متصل، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه اعترض طائرة مسيّرة أُطلقت من جهة الشرق دون أن يحدد الجهة الدقيقة للإطلاق، بينما رجحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن المسيّرة أُطلقت أيضًا من الأراضي اليمنية.

 

ويأتي هذا التطور بعد أقل من 48 ساعة على الغارات الجوية الواسعة التي شنها الجيش الإسرائيلي على العاصمة اليمنية صنعاء، والتي استهدفت مطار صنعاء الدولي، محطات كهرباء مركزية، ومصنعًا للإسمنت. وقد أسفرت هذه الغارات عن خروج المطار عن الخدمة بشكل كامل، وتسببت بأضرار جسيمة في البنية التحتية.

 

 مطار صنعاء الدولي خرج عن الخدمة بالكامل

 

أكد مصدر مسؤول في مطار صنعاء الدولي، اليوم ، أن غارات جوية إسرائيلية استهدفت المطار وأدت إلى تدمير طائرتين مدنيتين تابعتين للخطوط الجوية اليمنية، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية للمطار وخروجه عن الخدمة بشكل كامل.

 

وقال المصدر، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن “الضربات الجوية الإسرائيلية تسببت في تدمير طائرتين من طراز إيرباص 320 و330، كما ألحقت أضرارًا جسيمة بمدرج المطار، وصالات الركاب، وبرج المراقبة”، مشيرًا إلى أن “مطار صنعاء الدولي خرج عن الخدمة بشكل كامل، ولا توجد معلومات دقيقة حول موعد إعادة تشغيله”.

 

وعلى إثر القصف، أعلنت الخطوط الجوية اليمنية تعليق جميع رحلاتها من وإلى مطار صنعاء الدولي حتى إشعار آخر، ما يزيد من عزلة العاصمة اليمنية في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تمر بها البلاد.

 

وفي السياق ذاته، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء انقطاعًا واسعًا في التيار الكهربائي، بعد استهداف الغارات الإسرائيلية لمحطات الكهرباء المركزية في حزيز وذهبان. وقال سكان محليون إن الكهرباء انقطعت عن معظم المديريات المرتبطة بالمحطات المستهدفة، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة.

 

ووفق وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي، فإن الغارات الإسرائيلية استهدفت أيضًا مصنع إسمنت عمران، ومحطات كهرباء في ذهبان وعصر وحزيز، إضافة إلى مواقع عسكرية مفترضة في جبل عطان ومحيط المطار.

 

وكان الجيش الإسرائيلي قد دعا المدنيين المتواجدين في محيط مطار صنعاء إلى إخلاء المنطقة فورًا، تمهيدًا لتنفيذ ضربات عسكرية، وذلك بعد يوم من غارات مماثلة استهدفت ميناء الحديدة ومصنع باجل للإسمنت غربي البلاد، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من ثلاثين آخرين، وفق مصادر طبية محلية.

 

وتأتي هذه الضربات في أعقاب تبني جماعة الحوثي إطلاق صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل أصاب محيط مطار بن غوريون في تل أبيب، في تصعيد خطير دفع تل أبيب إلى التهديد بالرد بالتنسيق مع الولايات المتحدة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات سابقة: “استهدفنا الحوثيين في الماضي، وسنستهدفهم مجددًا إذا تطلب الأمر”.

 

ترمب: الحوثيون لا يريدون القتال بعد الآن

 

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في تصريحات صحفية مثيرة أدلى بها مساء السبت، أن جماعة الحوثي في اليمن أبلغت الإدارة الأميركية برغبتها في وقف القتال والتصعيد العسكري، مؤكدًا أن واشنطن قررت وقف الضربات الجوية ضد أهداف حوثية بشكل فوري استجابة لهذا التوجه.

 

وقال ترمب: “الحوثيون قالوا البارحة إنهم لم يعودوا يريدون القتال، وهذه أخبار جيدة. لقد قالوا لنا: رجاء توقفوا عن قصفنا وسنتوقف من جانبنا عن استهداف السفن”. وأضاف: “أنا أقبل بكلمتهم هذه، وسنتوقف فورا عن الضربات الجوية في اليمن”.

 

وأكد الرئيس الأميركي أن إدارته لم تتوصل بعد إلى اتفاق رسمي مع الحوثيين، لكنه أشار إلى أن الجماعة بادرت بطلب وقف التصعيد، مشددًا على أن “هذا تطور إيجابي للغاية” قد يفتح الباب أمام تهدئة أوسع في المنطقة.

 

كما أشار ترمب إلى أن البيت الأبيض يستعد للإعلان عن “حدث كبير للغاية” قبل زيارته المرتقبة إلى الشرق الأوسط، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول طبيعة الإعلان أو ارتباطه بالوضع في اليمن أو بملفات إقليمية أخرى.