لن ترتاح يا «كوهين» (٤)

لن ترتاح يا «كوهين» (٤)

عندما حاولَ الباحثُ الصهيونيُّ إيدى كوهين استغلالَ واقعةِ المغنى المصرى الساقطِ الذى رقصَ فى حفلٍ ماجنٍ بالولاياتِ المتحدةِ وهو يرتدى بدلةَ رقصٍ لا يرتديها إلا النساءُ ليلصقَ هذهِ التهمةَ المشينةَ بجيلٍ كاملٍ فى مصرَ.. أفحمناهُ وأثبتنا لهُ بالتاريخِ والجغرافيا والواقعِ الذى على الأرضِ والحقائقِ التى لا تغيبُ أنَّ هذا مجردُ وهمٍ ومن وحى خيالِهِ المريضِ، وأنَّ هذا المغنى الماجنَ لا يمثلُ إلا نفسَهُ، وفى المقالاتِ السابقةِ أثبتنا لـ«كوهين» أنَّ ما حاولَ إلصاقَهُ بشبابِ مصرَ الطاهرِ هو وباءٌ منتشرٌ عندهم لم يتوقفْ عند جيلٍ واحدٍ بل وصلَ إلى أكثرَ من جيل.

هذا كانَ ردَّنا على هذا الصهيونى.. لكنْ كانَ هناكَ ردودٌ أخرى من أبناءِ الجيلِ الذى حاولَ كوهينُ النيلَ منهُ.. أبناءُ هذا الجيلِ صفعوا كوهينَ بردودٍ قويةٍ على السوشيال ميديا حتى إنَّ العديدَ من الصحفِ ووكالاتِ الأنباءِ نقلوا هذهِ الردودَ التى نالتْ من كوهينَ وأمثالِهِ وكانتْ بمثابةِ نقطةِ نظامٍ لكلِّ من يحاولُ أنْ يقتربَ من شبابِ مصرَ الطاهر.

لم تكن العباراتُ مجردَ ردودٍ عاديةٍ لكنها امتزجتْ بحالةٍ من الغضبِ والاستياءِ الشديدِ لأنهم فطنوا إلى الهدفِ من أفعالِهِ وعباراتِهِ الخبيثة.

اختلفت الردودُ فى الأسلوبِ لكنها اتفقتْ فى المضمونِ وهو أنَّ هذا المغنى الساقطَ لا يمثلُ إلا نفسَهُ وأنَّ الجيلَ هو جيلٌ نقى وواعٍ وصاحبُ مبدأ وعقيدةٍ ويفخرُ بالهويةِ وعلى استعدادٍ أنْ يُضحى بكلِّ مرتخصٍ وغالٍ من أجلِ ترابِ وطنِهِ الغالى.

ما أجملَ ردودَ الجيلِ الذى حاولَ كوهينُ النيلَ منهُ.. فقد كتبَ أحدُهم: «أيها الصهيونى، الطيورُ على أشكالِها تقعُ، علشان كده أنتَ فرحان». فيما علّقَ آخرُ: «تربيتُكم واحدةٌ.. لكنَّ الملايينَ زى شباب أكتوبر»، وأضافَ آخرُ بسخريةٍ: «جيلُنا هو جيلُ محمد صلاح، اللى مشرف العرب».

وهنا أُذكرُ كوهينَ بأنَّ هناكَ أكثرَ من محمد صلاح، وكلُّهم فخرٌ للعربِ، ولكنْ هنا أُذكرُ كوهينَ بمحمد صلاح الذى يحاولُ عبثًا أنْ ينساه.

أنا على يقينٍ أنَّ كوهينَ ندمَ على ما فعلَ بعدَ أنْ قرأَ ردودَ أبناءِ الجيلِ خاصةً التى تحدثتْ عن عقيدتِنا الراسخةِ تجاهَ هذا الكيانِ المغتصبِ.. فقد كتبَ أحدُ الأبطالِ: «نهاية إسرائيل جاية، بغضِّ النظر عن أى حاجة». وكتبَ آخرُ ردًّا على شعورِ كوهينَ بالارتياحِ: «ارتاح اليوم، فاليومُ لكم وغدًا لنا بإذنِ الله». بينما خاطبَ أحدُهم كوهينَ مباشرةً قائلًا: «أنتَ ما شفتش الجيل اللى بيعد نفسه، الجيل اللى هيقلعكم من جذوركم إن شاءَ الله، دى مصر يا كوهين»، وكتبَ بطلٌ آخرُ مُغردًا: «إليكَ أيها الصهيونى القاتل، يا من تتغنى برقصةِ الغافلينَ، وتضحكُ فوقَ دماءِ الأطفالِ.. أما قرأتَ قولَ اللهِ: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}؟ فمكرُكَ هذا سيعودُ عليكَ نارًا تأكلُ قلبَكَ، وتسقيكَ خزيًا فى الدنيا قبلَ الآخرة».

هذه نماذجُ من ردودِ الجيلِ الذى حاولَ كوهينُ النيلَ منهُ.. جيلٌ لا يعرفُهُ هذا الصهيونى لذلكَ كانَ لزامًا أنْ أُعلمَ كوهينَ بما يجهلُ.. ففى المقالِ القادمِ إنْ شاءَ اللهُ سأشرحُ لهُ خصائصَ هذا الجيلِ ووقتها سيعلمُ لماذا كانَ عنوانُ هذهِ السلسلةِ من المقالاتِ: «لن ترتاحَ يا كوهين».