دراسة: شهر ميلادك يؤثر على كمية الدهون الموجودة في الجسم

الدهون في الجسم .. كشف بحث جديد أن الأشهر التي يُحمل فيها الجنين قد تؤثر على كيفية تخزين الجسم للدهون، بما في ذلك مؤشر كتلة الجسم (BMI) وتوزيع الدهون في الأعضاء الداخلية.
وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، تظهر نتائج هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Metabolism أن الأشخاص الذين وُلدوا نتيجة حمل حدث في الأشهر الباردة لديهم كتلة جسم أقل ودهون أقل في المناطق الداخلية مقارنة بمن وُلدوا في الأشهر الأكثر دفئًا.
تأثير الظروف الجوية على فسيولوجيا الجسم
تسليط الضوء على العوامل البيئية التي تؤثر على الصحة العامة، تشير الدراسة إلى أن ليس فقط النظام الغذائي وممارسة الرياضة هما العاملان الرئيسيان في تحديد الدهون في الجسم، بل أن الظروف الجوية، مثل البرودة أو الدفء، تلعب دورًا هامًا في هذا الصدد. في هذا السياق، يشير الباحثون إلى نوع من الدهون يسمى “النسيج الدهني البني”، الذي يعمل على توليد الحرارة للحفاظ على درجة حرارة الجسم، خاصة في البيئات الباردة أو عند الأطفال حديثي الولادة.
كيفية تأثير درجات الحرارة على تخزين الدهون
من المعروف أن الجسم يخزن كميات أقل من الدهون في شكل أنسجة دهنية بيضاء عندما يتعرض لدرجات حرارة منخفضة، مقارنة بالظروف الأكثر دفئًا.
وعلى الرغم من أن هذا النوع من الدهون يُعتبر المخزن الأساسي للطاقة في الجسم، إلا أن أنسجة الدهون البنية، التي تساهم في توليد الحرارة، تظهر نشاطًا أعلى في درجات الحرارة الباردة.
دراسة جديدة تكشف عن الرابط بين البرد والنشاط الحراري
وحللت الدراسة نشاط الأنسجة الدهنية البنية لدى 683 مشاركًا، تراوحت أعمارهم بين 3 و78 عامًا.
وجرى تقسيم المشاركين وفقًا لفترة الحمل، حيث تعرضت أمهاتهم لدرجات حرارة باردة أو دافئة أثناء الحمل.
وُجد أن الأشخاص الذين وُلدوا نتيجة حمل حدث في الأشهر الباردة أظهروا نشاطًا أعلى في الأنسجة الدهنية البنية، مما ساعد على زيادة إنفاق الطاقة في الجسم، وتوليد حرارة إضافية، وانخفاض تراكم الدهون الداخلية، وبالتالي انخفاض مؤشر كتلة الجسم (BMI) في مرحلة البلوغ.
الحرارة التكيفية وانخفاض الدهون الداخلية
ووفقًا لما ذكره الباحثون في الدراسة، فإن الأشخاص الذين حملوا في الأشهر الباردة شهدوا زيادة في توليد الحرارة التكيفية، مما يعني زيادة في الإنفاق اليومي للطاقة، وتقليل الدهون الحشوية، أي الدهون الداخلية في الجسم.
وفي المقابل، ارتبطت الفترات الدافئة بتخزين أكبر للدهون في الجسم.
ورغم أن هذه الدراسة تكشف عن علاقة مثيرة بين درجة الحرارة والتخزين الدهني، إلا أن الباحثين أكدوا على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لفهم الآليات الأساسية وراء هذا الارتباط بشكل أفضل.
ويأمل الباحثون في استكشاف تأثير العوامل البيئية الأخرى، مثل النظام الغذائي، وكيف يمكن أن يتداخل مع تأثيرات الحمل في بيئات باردة أو دافئة.
وفي النهاية، تشير الدراسة إلى أن الظروف الجوية التي يتعرض لها الجنين في مرحلة الحمل قد يكون لها تأثير طويل الأمد على فسيولوجيا الجسم، ما يفتح الباب لفهم جديد حول كيفية تأثير البيئة على صحتنا بشكل عام.