الصراع النووى يهدد السلم العالمى

حرب الصواريخ تعيد شبح المواجهة بين الهند وباكستان خسائر بشرية وعسكرية واقتصادية.. ونيودلهى تهدد بقطع المياه عن إسلام اباد
وضعت اليوم المواجهة العسكرية المباشرة بين القوتين النوويتين، الهند وباكستان، والتى انفجرت فى وقت سابق العالم فى حالة قلق متصاعد، خشية الوقوع فى حرب أوسع وصراع مفتوح بين الجارتين ما يؤثر على استقرار آسيا والعالم، وسط مخاوف من أن تؤدى الاشتباكات إلى خسائر اقتصادية كبيرة.
وتظل الأوضاع بين الهند وباكستان مفتوحة على كافة السيناريوهات، سواء بالتصعيد العسكرى أو الحل السياسى، حيث يبقى النزاع على كشمير والمياه المشتركة من أبرز الملفات الحساسة بين البلدين. وسارعت إسرائيل إلى تأكيد دعمها للهند عقب إعلانها توجيه ضربات صاروخية على 9 مواقع فى باكستان.
وأعادت الضربات الهندية فى العمق الباكستانى، للأذهان تاريخا طويلا من الصراع الدموى بين البلدين، شهد عدة حروب خلال عقود سابقة. واعلن رئيس الوزراء الهندى، «ناهيندرا مودى»، أن بلاده ستقوم بقطع تدفق مياه الأنهار التى تنبع من أراضيها وصولًا إلى باكستان، موضحًا أن هذه الموارد ستتم إدارتها بالكامل لخدمة الشعب الهندى واحتياجاته المتزايدة.
يأتى هذا القرار فى إطار تصعيد التوترات المستمرة بين الجارتين النوويتين بشأن معاهدة مياه السند الموقعة بين الجانبين عام 1960، والتى تمنح باكستان حقوقًا مائية على بعض الأنهار المشتركة.
وتتهم باكستان الهند بتعديل تدفق نهر شيناب، وهو أحد الأنهر المحورية التى تعتمد عليها باكستان بشدة. هذه الخطوات من قبل الهند من شأنها أن تضيف تعقيدات جديدة على العلاقات الثنائية وقد تؤدى إلى أزمة مائية خطيرة بين البلدين.
وأعلنت باكستان عن أن هجوماً صاروخياً هندياً على اراضيها قتل 26 وأصاب 46 فى البنجاب وكشمير، وإن دفاعاتها الجوية أسقطت 5 مقاتلات هندية، فيما اعلن مسئول بالشرطة الهندية بأن قصفاً باكستانياً للجزء الهندى من كشمير أودى بحياة 10 وأصاب 48.
وقالت الوزارة الباكستانية فى بيان لها، إن سلاح الجو الهندى ارتكب عملاً حربياً غير مبرر، وسافرا، مضيفاً أنه استهدف مدنيين باستخدام أسلحة بعيدة المدى
وأوضح متحدث باسم الخارجية الباكستانية: «الهجوم الهندى أدى إلى سقوط مدنيين، بينهم نساء وأطفال، كما تسبب بتهديد كبير لحركة الملاحة الجوية المدنية».
وأضاف: «ندين بشدة هذا العمل الجبان من قبل الهند، الذى يعد انتهاكاً سافراً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى والأعراف الدولية».
وقال البيان الباكستانى إن الهند تهدد أمن واستقرار المنطقة، كما حذّر من أن «التصرفات المتهورة للهند قرّبت الدولتين النوويتين من مواجهة كبرى».
وحذر البيان من تصاعد الاوضاع وتطورها مشددا على احتفاظ باكستان بحقها فى الرد فى الزمان والمكان المناسبين، وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى.
وختم بيان الخارجية الباكستانية بالقول: «الحكومة والجيش والشعب الباكستانى يقفون صفاً واحداً فى مواجهة العدوان الهندى، وسيتخذون دائماً موقفاً حازماً للدفاع عن سيادة البلاد وسلامة أراضيها». واكدت الحكومة الهندية أنها استهدفت 9 مواقع داخل باكستان، وفى الجانب الباكستانى من إقليم كشمير المتنازع عليه.
واعلن الجيش الهندى عن أن الضربات العسكرية الهندية على باكستان، استهدفت ما وصفه بمعسكرات إرهابية تستخدم كمراكز تجنيد ومنصات إطلاق ومراكز تدريب تحتوى على أسلحة ومنشآت تدريب.
وقال وزير الخارجية الهندى فيكرام ميسرى: «المخابرات وأنماط مراقبة الإرهاب المتمركز فى باكستان كشفت عن أن ثمة هجمات أخرى وشيكة على الهند، لذلك كان من الضرورى تنفيذ ضربات استباقية ووقائية».
وأعلنت باكستان إغلاق المجال الجوى فى محيط مدينة لاهور شمالا ومدينة كراتشى الساحلية. واعلنت شركة طيران، IndiGo تأثر رحلاتها من وإلى مدن جامو، وسريناجار، وأمريتسار، وليه، وشانديجار، ودارامشالا، وبيكانير نتيجة للضربات.كما أعلنت شركة SpiceJet، وهى شركة طيران هندية أخرى، أن بعض المطارات فى شمال الهند أُغلقت حتى إشعار آخر وغيرت أكثر من 20 رحلة طيران تجارية مسارها لتجنب المجال الجوى الباكستانى. وأظهرت بيانات موقع فلايت رادار24 الغاء شركات الطيران لـ 52 رحلة من وإلى باكستان.
وتراجعت الأسهم الباكستانية، وشهدت أسوأ أداء شهرى منذ عام 2023، وسط مخاوف من أن تؤدى المواجهة المتصاعدة مع الهند إلى مزيد من الضرر لاقتصاد اسلام اباد الهش. فيما حافظت الأصول الهندية على استقرارها، بعد تبادل ضربات انتقامية بين الجانبين، وفقاً لـ«بلومبرج». وهبط مؤشر «كيه إس إى 30» (KSE-30) القياسى فى باكستان بحوالى 6.1% بالغاً أدنى مستوى فى 4 ديسمبر، قبل أن يقلص جزءاً من خسائره.
كما تذبذب مؤشر «إن إس إى نيفتى 50» (NSE Nifty 50) فى الهند بين المكاسب والخسائر، بعد أن تراجع فى البداية بنسبة 0.7%. كما انخفضت العملة الهندية بنسبة 0.4% أمام الدولار، بينما لم يطرأ تغير يُذكر على عوائد السندات لأجل 10 سنوات.
وأعلنت الهند أن مستشار الأمن القومى أجيت دوفال أطلع وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو على الضربات ضد باكستان. وقال مصدر هندى إن مسئولين كبار تحدثوا إلى نظرائهم فى أمريكا، وبريطانيا، وروسيا ودول أخرى، لإطلاعهم على الخطوات التى اتخذتها نيودلهى.
ووصف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفى من المكتب البيضاوى الضربات بين البلدين بأنها مؤسفة وقال ترامب: «لقد ظلوا يتقاتلون منذ فترة طويلة.. كل ما أتمناه هو أن ينتهى ذلك سريعاً».
ودعت القوى العالمية الكبرى الولايات المتحدة والصين وروسيا وتركيا والأمم المتحدة، الدولتين المتصارعتين إلى أقصى درجات ضبط النفس، ونزع فتيل الأزمة سريعاً، ووضع السلام والاستقرار على رأس أولوياتهما.