خبراء يحذرون.. تغير المناخ يهدد صحة العيون بعدة طرق

كشف خبراء في صحة العيون عن أن تغير المناخ يؤثر على صحة العيون بعدة طرق، فارتفاع حرارة الكوكب يمكن أن يسبب ضربة الشمس التي تعطل العمليات البيولوجية في جميع أنحاء الجسم.
ونقل موقع “ساينس ألرت” عن لوسيا إتشيفاريا لوكاس، طبيبة العيون في مستشفى لا أكساركيا في مقاطعة مالقة الإسبانية، قولها أن ضربة الشمس تدمر أنظمة الدفاع الطبيعية في العين التي تقاوم عادة تراكم الجزيئات الضارة المسماة أنواع الأكسجين التفاعلية.
وتضيف: “تتكون عدسة العين من بروتينات بلورية يجب أن تبقى منظمة للحفاظ على شفافيتها، ويمكن لأنواع الأكسجين التفاعلية أن تتلف هذه البروتينات، مما يؤدي إلى عتامة العدسة والإصابة بالمياه البيضاء”، وبما أن العدسة لا تستطيع تجديد هذه البروتينات، فإن قضاء وقت أطول في الحر يزيد من خطر الإصابة بالمياه البيضاء.
في دراسة استمرت 10 سنوات في جنوب إسبانيا، وجدت إتشيفاريا لوكاس وزملاؤها 370.8 حالة إضافية من المياه البيضاء لكل 100 ألف نسمة مع كل درجة مئوية زيادة في متوسط درجة الحرارة القصوى السنوية.
وعلى الرغم من أن العمر النموذجي لحدوث الإصابة بالمياه البيضاء هو 60 عاماً أو أكثر، إلا أن الحالات بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاماً كانت أكثر شيوعاً في المناطق التي يعمل فيها نسبة عالية من السكان في الزراعة.
وتسهم موجات الحر المتزايدة والتلوث ومسببات الحساسية المحمولة جوًا – التي يغذيها تغير المناخ – في مجموعة من اضطرابات العين، من الالتهابات إلى المياه البيضاء.
تضيف إتشيفاريا لوكاس وخوسيه ماريا سينسايلس غونزاليس، الجغرافي في جامعة مالقة والمشارك في الدراسة، أن الاحتباس الحراري يسهم أيضاً في اضطرابات العين من خلال زيادة تعرضنا للأشعة فوق البنفسجية.
يرجع بعض هذا إلى السلوك البشري – حيث يميل الناس إلى قضاء وقت أطول في الهواء الطلق عندما يكون الجو دافئاً. ولكن في بعض البلدان تقوم الرياح الساخنة والجافة بامتصاص بخار الماء من الهواء الذي يمتص عادة الأشعة فوق البنفسجية، مما يزيد من التعرض للأشعة الضارة.
وتشير يي لينغ وونغ، طبيبة العيون المتدربة في مستشفى مانشستر الملكي للعيون في المملكة المتحدة والمشاركة في تأليف دراسة عام 2024 إلى أن تغير المناخ يتسبب أيضاً في زيادة حالات التهاب القرنية واللحمية والتهاب الملتحمة.
ووجدت دراسة أجريت عام 2023 على ما يقرب من 60 ألف شخص في أورومتشي بشمال غرب الصين أن درجات الحرارة التي تتجاوز 28.7 درجة مئوية (83 درجة فهرنهايت) تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الملتحمة بنسبة 16% تقريباً مقارنة بدرجات الحرارة اليومية التي تبلغ نحو 10.7 درجة مئوية (51 درجة فهرنهايت).
ويوضح طبيب العيون مالك كاهوك من كلية الطب بجامعة كولورادو أن مواسم حبوب اللقاح الأطول وزيادة نمو العفن، وكلاهما مرتبط بتغير المناخ، يسهمان أيضاً في زيادة حالات التهاب الملتحمة الناجم عن الحساسية.