استطلاع للرأي: تزايد مشاعر الكنديين بالقلق إزاء الوضع بالولايات المتحدة

أظهر استطلاع حديث للرأي أن أكثر من 50% من الكنديين يشعرون بعدم الأمان أو الترحيب في الولايات المتحدة، في ضوء تصاعد التوترات بين البلدين. وأجرِي الاستطلاع لصالح “رابطة الدراسات الكندية”، حيث شارك فيه 1626 شخصًا، وأكدت نتائجه أن 52% من المشاركين يعتقدون أن السفر إلى الولايات المتحدة لم يعد آمناً لجميع الكنديين.
وتأتي هذه النتائج في أعقاب سلسلة من التصريحات المثيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي صرح مرارًا بأنه يضغط على كندا لضمها كولاية أمريكية حادية وخمسين. كما فرض ترامب تعريفات جمركية مشددة على كندا، قائلاً إن الولايات المتحدة “لا تحتاج إلى شيء” من جارتها الشمالية، مما اعتبره كثيرون بمثابة بداية لحرب تجارية مفتوحة.
الاستطلاع كشف عن تفاقم مشاعر القلق بين الكنديين، خصوصاً في الفئة العمرية التي تتجاوز 55 عامًا، حيث وافق 59% منهم على عبارة “لم يعد السفر إلى الولايات المتحدة آمناً”. هذه النسبة انخفضت إلى 47% بين الكنديين الأصغر سناً.
وفي تطور آخر، أيد 54% من المشاركين في الاستطلاع أن الكنديين لم يعودوا يشعرون بالترحيب في الولايات المتحدة. وظهر تباين في الاستجابات حسب الفئات العمرية، حيث بلغت نسبة التأييد لهذه المشاعر 60% بين الكنديين الأكبر سناً، بينما اعترض 27% فقط على هذا الشعور، وترك 19% الأمر غامضاً.
من جانبه، حذر جاك جيدواب، الرئيس التنفيذي لرابطة الدراسات الكندية، من أن هذه المشاعر قد يكون لها تبعات سلبية على قطاع السياحة الأمريكي والعلاقات الثنائية بين البلدين. وقال جيدواب لصحيفة “ناشيونال بوست” إن هذه القلق قد يؤثر على التفاعل المستقبلي بين الكنديين والأمريكيين، مشيرًا إلى أن هناك تداعيات اقتصادية كبيرة نتيجة لهذه المشاعر السلبية.
الاستطلاع أظهر كذلك أن نحو 23% من المشاركين وافقوا على تصريحات ترامب التي وصف فيها الحدود بين كندا والولايات المتحدة بأنها “خط مرسوم بشكل مصطنع”، بينما 30% منهم لم يعرفوا كيف يردون على هذا التصريح، ما يعكس حالة من الانقسام والارتباك لدى جزء من الجمهور الكندي.
كما أظهرت نتائج الانتخابات الكندية الأخيرة تصويتًا قويًا لصالح المرشح الليبرالي مارك كارني، وهو ما اعتُبر بمثابة استفتاء على تأثير ترامب داخل كندا. وفي وقت سابق من الأسبوع، اجتمع كارني مع ترامب في المكتب البيضاوي حيث تطرق الأخير إلى فكرة ضم كندا كولاية أمريكية رقم 51، وهو ما رد عليه كارني قائلًا بشكل حاسم: “هناك أماكن لا تباع أبدا”.
يعلون يتهم رئيس الأركان الإسرائيلي بدفع الجنود لارتكاب جرائم حرب
في تصريحات مثيرة للجدل نقلتها صحيفة “يدعوت أحرونوت”، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، موشيه يعلون، رئيس الأركان الإسرائيلي بتوجيه جنود الجيش الإسرائيلي نحو ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، وقال يعلون: “رئيس الأركان يدفع جنودنا لأن يصبحوا مجرمي حرب”. وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى تصعيد الأعمال العسكرية بطريقة قد تؤدي إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
وفي سياق متصل، انتقد يعلون التصريحات الرسمية التي تشير إلى أن الضغط العسكري سيكون حلاً لإنقاذ المخطوفين، قائلاً: “من يقول إن الضغط العسكري سينقذ المخطوفين مخطئ”. ويعتقد يعلون أن الحلول العسكرية قد تؤدي إلى تصعيد الوضع بدلاً من تحسينه، مما يزيد من معاناة المدنيين في غزة.
تتزايد الانتقادات حول تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذين تحدثا عن خطط لتهجير سكان غزة. وصف يعلون هذه التصريحات بأنها “تطهير عرقي”، مشيرًا إلى أن مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى مزيد من الانتهاكات لحقوق الإنسان وتقوض فرص السلام في المنطقة.
كما وجه يعلون انتقادات شديدة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلاً إن هناك مساعٍ لإطالة أمد الحرب في غزة وأضاف أن “إنهاء الحرب يعني تفكيك الحكومة”، في إشارة إلى أن الحكومة الإسرائيلية قد تجد مصلحتها في استمرار القتال بدلاً من إنهائه، الأمر الذي يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في القطاع.
وعلى صعيد متصل، اتهم يعلون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتخلي عن مصير المخطوفين الإسرائيليين، مشيرًا إلى أن “همه الوحيد هو الحفاظ على منصبه”. وأوضح أن نتنياهو لا يبذل ما يكفي من الجهد لمعالجة قضية المخطوفين، ويبدو أنه يركز على مصالحه السياسية الشخصية أكثر من الاهتمام بحياة المواطنين الإسرائيليين.
تستمر إسرائيل في مواجهة انتقادات متزايدة على خلفية تصعيد العمليات العسكرية في غزة، وخاصة فيما يتعلق بالانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان والتعامل مع المدنيين في القطاع. تصريحات يعلون تأتي في وقت حساس، حيث تزداد الضغوط الدولية والمحلية على الحكومة الإسرائيلية لتقديم حلول سلمية والحد من الخسائر البشرية في النزاع.