قبل العيد.. تعرف على شروط الأضحية وآداب الذبح والمضحي

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تتجدد الأسئلة حول أحكام الأضحية وشروطها وآدابها، حيث تُعد الأضحية شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، وسُنّة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لما فيها من تعظيم لله، واتباع لسنة خليله إبراهيم عليه السلام، وتوسعة على الأهل والفقير.
عن البرّ بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلًا أَحَبَّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلَافِهَا وَأَشْعَارِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا». رواه الترمذي وابن ماجه.
شروط الأضحية:
أوضحت دار الإفتاء المصرية مجموعة من الشروط التي يجب توفرها في الأضحية لتكون مقبولة شرعًا، وهي:
أن تكون من بهيمة الأنعام: وهي الإبل، والبقر، والضأن (الخراف)، والمعز.بلوغ السن الشرعي: وهو أن تكون جذعة من الضأن (ما أتم 6 أشهر) أو ثنية من غيره (الإبل سنتان، البقر سنة، المعز سنة).السلامة من العيوب الفاحشة: فلا تصح الأضحية إن كانت عوراء بين عورها، أو مريضة مرضًا ظاهرًا، أو عرجاء عرجًا بينًا، أو هزيلة لا مخ فيها.أن تكون ملكًا للمضحي: فلا تصح من مالٍ مغصوب أو مسروق أو مرهون.الذبح في الوقت المحدد شرعًا: من بعد صلاة العيد إلى غروب شمس ثالث أيام التشريق (13 ذو الحجة).وقت الذبح:
بحسب ما أفادت به دار الإفتاء، يبدأ وقت ذبح الأضحية من بعد صلاة العيد مباشرة، لا قبله. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا ذَبَحَ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ».
ويستمر وقت الذبح حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، أي 13 ذو الحجة.
فإن فات الوقت، وكانت الأضحية نذرًا، وجب على المسلم ذبحها قضاءً. أما إن كانت تطوعًا، فقد فات وقتها ولا يُطالب بها.
السنن والآداب المستحبة في الذبح:التسمية والتكبير عند الذبح واجبة، ويُستحب أن يقول: “بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك”.استقبال القبلة بالأضحية عند الذبح.حدّ الشفرة وإراحة الذبيحة، لما في ذلك من إحسان ورحمة بالحيوان.أن لا تُرى السكين إلا لحظة الذبح، مراعاة لعدم إخافة الأضحية.إضجاع الغنم والبقر على جنبها الأيسر، ونحر الإبل قائمة معقولة يدها اليسرى، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.ذبح المضحي بنفسه إن استطاع، أو أن يُوكل غيره مع حضور الذبح.توزيع الأضحية:من السنة أن تُقسم الأضحية إلى ثلاثة أقسام:ثلثٌ للمضحي وأهله.ثلثٌ يُهدى للأقارب والجيران.ثلثٌ يُتصدق به على الفقراء والمساكين.
ويستحب أن يأكل المضحي منها ولو كانت واجبة كنذر، وأن يوزع جزءًا منها بأي قدر كحد أدنى، عملًا بقول الله تعالى: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ﴾ [الحج:36].
محاذير شرعية:
لا يجوز بيع أي جزء من الأضحية، حتى الجِلد أو الشعر أو الأظافر.
لا يُعطى الجزار أجرة عمله من الأضحية، بل يأخذ أجرته مالًا منفصلًا، ويمكن إعطاؤه منها هدية أو صدقة.
يُستحب للمضحي ألا يأخذ شيئًا من شعره أو أظافره من أول أيام ذي الحجة حتى يذبح أضحيته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَتْ العَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَأْخُذْ مِنْ شَعْرِهِ وَلاَ مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا».
ما الأفضل في أنواع الأضاحي؟
أفضل الأضاحي ترتيبًا كما ذكر أهل العلم:
الإبل.ثم البقر.ثم الضأن (الخراف).ثم الماعز.ثم سُبع البدنة أو سُبع البقرة (في حالة الاشتراك).
ويُفضَّل أن تكون الأضحية أسمنها وأكثرها لحمًا، وأجملها منظرًا وسلامة خلقًا، لأنها بذلك تكون أقرب للتعظيم والتقرب إلى الله.
المعنى الروحي للأضحية:
ينبغي ألا يغيب عن ذهن المسلم أن الهدف الأسمى من هذه الشعيرة ليس اللحم ولا الدم، وإنما تحقيق تقوى الله والامتثال لأوامره، كما قال تعالى:
﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ﴾ [الحج: 37].