كيف يأخذ الفقير أجر الحج دون أن يؤديه؟

كيف يأخذ الفقير أجر الحج دون أن يؤديه؟

أكدت دار الإفتاء المصرية أن فريضة الحج واجبة على كل مسلم ومسلمة بشروط ثلاثة أساسية: البلوغ، والعقل، والقدرة المادية والجسدية، مشيرة إلى أن الاستطاعة تمثل أحد أركان هذا الوجوب، حيث لا يكلف الله الإنسان فوق طاقته، ولا يُطالب من لا يملك القدرة على السفر أو تحمّل أعبائه بأداء هذه الفريضة.

وأوضحت الدار أن الاستطاعة تشمل القدرة المالية والجسدية، وبالتالي فإن من لا يتمكن من توفير تكاليف الحج، أو لا يقوى بدنه على أداء المناسك، لا يأثم ولا يكون مطالبًا شرعًا بالحج، استنادًا إلى قوله تعالى:
﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ [آل عمران: 97].

ارتفاع التكاليف.. وحرمان الشوق

وفي ظل ارتفاع تكاليف الحج خلال هذا العام، أكدت «الإفتاء» أن كثيرًا من المسلمين قد حُرموا من أداء هذه الفريضة العظيمة رغم شوقهم إليها، وهو ما فتح باب التساؤلات حول إمكانية نيل أجر الحج دون أدائه الفعلي.

وفي هذا الصدد، أشارت دار الإفتاء إلى أن الإسلام دين رحمة وتيسير، وأن الله لا يحرم عبدًا صادق النية من الأجر، موضحة أن هناك أعمالًا صالحة قد يبلغ بها المسلم منزلة من أدى الحج، إذا أخلص النية واجتهد في الطاعة.

أعمال تعادل أجر الحج

وذكرت الإفتاء أن من أفضل الأوقات للتقرب إلى الله تعالى، هي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، والتي جاء في فضلها قول الله تعالى:
﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: 1-2]، مبينة أن هذه الأيام من أعظم أيام السنة من حيث الأجر والفضل.

وأكدت أن الاجتهاد في العبادة خلال هذه الأيام المباركة، من صلاة وصيام وذكر وصدقة، يُعد من أعظم القربات إلى الله، واستشهدت بحديث النبي ﷺ الذي قال فيه:

«ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيهن أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيامِ العشر»،
فقالوا: يا رسولَ اللهِ، ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قال:
«ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ، إلا رجلٌ خرج بنفسِه ومالِه، فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ» [رواه البخاري].

نية صادقة.. وأجر عظيم

وأوضحت دار الإفتاء أن من عجز عن أداء الحج ولم يكن ذلك بتقصير منه، فإنه يُثاب على نيته الصادقة، بل وقد ينال أجرًا عظيمًا إن أخلص العمل لله وأقبل على الطاعات بصدق. ومن أبرز الأعمال التي يمكن أداؤها خلال هذه الفترة:

صيام يوم عرفة، الذي يكفر ذنوب سنتين.الإكثار من الذكر والدعاء.الصدقات وأعمال البر.صلة الأرحام والإحسان إلى الخلق.المحافظة على الصلاة في وقتها والقيام وقراءة القرآن.

وأكدت الدار أن فضل الله واسع، وأنه يُعطي على النية والعمل ما يعجز عنه الجسد والمال، مشددة على أن من صدقت نيته في الحج وكان يرجو أداءه، ثم منعه العذر، فإنه مأجور غير مأزور، داعية المسلمين إلى الاجتهاد في الطاعة وعدم اليأس من رحمة الله.