جبل الهموم

جبل الهموم

فى أحيان كثيرة أضع نفسى مقياساً لسائر الناس، وتذكرت بدون تردد الهموم التى أحملها والجاثمة على صدرى، وتذكرت مع الهموم قصة خيالية جميلة، تحكى عن جماعة من الناس كل واحد فيهم يحمل على صدره هماً ثقيلاً، ويظنون أن باقى الناس ليس لديهم أى هم، وأتفقوا أن اللقاء مع بعضهم البعض فى قطعة أرض كبيرة خلاء على أن يلقى كل واحد منهم همومه، ثم يختار بعد ذلك أى هم من هموم الناس يعتقد بأنه أبسط مما لديه من همه، بالفعل تكدسوا ورموا همومهم حتى صارت جبلاً عالياً، وأنطلق كل واحد منهم فى البحث بين الهموم فى الكومة التى أمامه، فلم يعجبه هموم الناس، وحمل همه القديم مرة أخرى وقبل به راضياً، وقال فى نفسه «من شاف مصايب الناس هانت عليه مصيبته» و«اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته» أعلم أن الناس ليسوا فى راحة وطمأنينة ولا تدهش إذا سألت شخص ما.. كيف حالك ؟ فإذا أخلص لك الجواب يقول لك عندى بعض الهموم، ويقص عليك همومه من نقص المال أو مطالب الأولاد أو اعتلال الصحة، وحقد مديره عليه الذى يراه أحدث منه فى العمل ويتركه دون ترقية أو زيادة فى المرتب، فالناس من كثرة الهم فى هم، والعاقل منهم من يصاحب همه ويرضى به.

وسوم: