شيوخى وأساتذتى (٢)

شيوخى وأساتذتى (٢)

يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «خيرُكُم مَن تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَهُ»، وهنا أتحدث عن شيوخى فى حفظ القرآن الكريم حيث أدين بالفضل لنخبة من شيوخ ومحفظى قريتى التى بها نشأت وقضيت فترة خصبة من حياتى، وهم فضيلة الشيخ حسن محمد حسن رحمه الله رحمة واسعة، وفضيلة الشيخ أحمد محمود علم القراءات فى القرية آنذاك رحمه الله رحمة واسعة، وابن عمى وعمتى أخى الأكبر الذى لم يتعهدنى فى حفظ القرآن فحسب بل تعهدنى فى حفظ القرآن الكريم ورعاية شئونى الخاصة، فعوضنى الله عز وجل به وبخالى محمد الأمير جيرة عبدالجواد رحمه الله رحمة واسعة عن جانب كبير من الفقد المبكر للأب، ولا أنسى معهما رجلا ثالثا لا تربطنى به صلة قرابة لكن ربطتنى به معاملة وجوار زراعى فكان نعم الرجل مروءة ونبلا وشهامة إنه الحاج فوزى عبدالمولى رحمه الله وبارك فى أولاده جابر وأحمد وشعبان.

وإلى جانب هؤلاء المحفظين الثلاثة كان لى شيوخ آخرون فى إتمام حفظ القرآن الكريم ثم مراجعته عليهم فى مراحل تعليمى المختلفة من الابتدائى إلى الجامعة، وهم فضيلة الشيخ محمد عبدالحميد زنجوجة أطال الله عمره وبارك فى حياته، وفضيلة الشيخ عبدالله درديرى رحمه الله رحمة واسعة، وفضيلة الشيخ مختار محمد عبدالرحمن رحمه الله رحمة واسعة، وفضيلة الشيخ سيد رزق رحمه الله رحمة واسعة، ثم من درسوا لنا علم التجويد بمعهد ببا الإعدادى من أعلام القراء والمحفظين بمركز ببا، ولا أنسى فضيلة الشيخ محمد إسماعيل عامر شيخ مشايخ القراء وأحد أعلام القراءات فى منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، حيث كان يسكن بشارع السايس المواجه لحديقة مسجدى الرافعى والسلطان حسن من جهة الدرب الأحمر، وكنت أخطب الجمعة بمسجد السايس وأراجع حفظى على فضيلته بعد أن استقر بى المقام فى القاهرة فى مرحلة الدراسات العليا، وكان الرجل رحمه الله رحمة واسعة فاتحًا بيته وصدره للقرآن الكريم وقراءاته وأهلهما، مخلصًا محتسبًا لا يتقاضى أجرًا أو مقابلًا إلا من ربه، وكان يقدم الضيافة فى بيته لطلابه محتسبًا لوجه الله عز وجل، وفيه قلت يوما وكان فى شهر رمضان المبارك:

فمثل صنيعكم يأتى شفيعا

لصاحبه وقد ينجو بعشر

فلا تنسَ إذا ما صرت أهلا

أخاك محمدا فى يوم حشر

سأذكر عند ربى إن نسيت

بأن العهد كان بكل جهر

وفى شهر الصيام أخذت عهدى

فحرمته تخالف كل شهر

وفى المرحلتين الإعدادية والثانوية كان الأستاذ طه عبدالبر عبدالحكم وشهرته الأستاذ عبدالمعز أكثر الأساتذة قربا منا وتأثيرا فينا لما كان يتمتع به من أسلوب تدريسى مشوق وجذاب استطاع من خلاله أن يحبب إلينا الفقه الشافعى وييسره لنا، وإلى جانبه كان الأستاذ شحاته أحمد عبدالحليم الذى كان يدرس لنا النحو والصرف فوسعنا فى المعهد وفى بيته علما وخلقا وكرما.

وأذكر من أساتذة هذه المرحلة بالفضل والذكر الحسن كلا من الأستاذ جمال كمال عبدالسلام ابن عزبة الشريف مدرس العلوم بالمرحلة الإعدادية، والأستاذ جمعة مدرس النحو والعروض، والأستاذ أحمد حسين مدرس التفسير والحديث الذى وافته المنية فى ريعان شبابه (رحمه الله رحمة واسعة) والأستاذ محمود عوض الله مدرس البلاغة، والأستاذ سلامة راتب عبدالجيد الذى درس لنا الأدب فى الصف الرابع الثانوى فور تخرجه من تربية الأزهر فكان لنا نعم الأستاذ والأخ.

وللحديث بقية.