إيلون ماسك يوجه انتقادات لاذعة لمهندس رسوم ترامب الجمركية

وجه الملياردير إيلون ماسك انتقادات لاذعة لمهندس حرب رسوم ترامب التجارية في أكثر حالات التلاسن حدة تظهر للعلن حتى الآن، بما يشي باحتمال وجود خلاف عميق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأغنى رجل في العالم.
وفي انتقاد علني استثنائي وصف ماسك، المعروف عنه رفضه بشدة ومنذ أمد بعيد للرسوم الجمركية، قيصر التجارة بيتر نافارو، مستشار الرئيس ترامب، بأنه “أحمق” وذلك بعد أن هاجم الخبير الاقتصادي رئيس شركة “تيسلا” في لقاء تلفزيوني واعتبره “مُجَمِع سيارات”، واتهمه بالعمل على “حماية مصالحه الذاتية”.
يأتي خلاف ماسك، الذي أنفق أكثر من ربع مليار دولار على حملة ترامب ويدير حالياً ما يطلق عليه “إدارة الكفاءة الحكومية” (دي أو جي إي)، بعد تعليقات عدة على مدار أيام ألمح فيها الملياردير إلى عدم رضاه عن سياسة البيت الأبيض التجارية.
ولدى ظهوره في مؤتمر افتراضي نظمه اليميني الإيطالي، ماتيو سالفيني، نائب رئيسة الوزراء الإيطالية في عطلة الأسبوع الماضي، قال ماسك إنه يأمل أن تتوصل الولايات المتحدة وأوروبا إلى “وضع التعريفات الصفرية، أي إنشاء منطقة تجارة حرة فعالة.”
وشارك ماسك، على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، المملوكة له، مقطع فيديو للمفكر الاقتصادي المدافع عن السوق الحرة، ميلتون فريدمان، يستعرض فيه فضائل الاقتصاد المعولم، عبر التأمل في كيفية تجميع قطع من بقاع مختلفة والعمالة اللازمة لتصنيع مجرد قلم رصاص واحد.”
وفي تدوينة نشرها شقيق ماسك، كيمبال، وهو عضو في مجلسي إدارة شركتي “تيسلا” “سبيس إكس”، وصف فيها تعريفات ترامب بأنها “ضرائب هيكيلة دائمة على المستهلك الأمريكي”، وأضاف كيمبال أن “الضريبة على الاستهلاك تعني استهلاكاً أقل، بما يعني وظائف أقل.”
وتعرض نفوذ ماسك السياسي لضغوط متصاعدة قبيل كشف ترامب عن تعريفاته الشاملة الأسبوع الماضي، بعد أن لحقت بالمرشح المفضل والمدعوم من الملياردير خسارة كبيرة في سباق انتخابات المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن، وهو ما أصبح بمنزلة استفتاء على تكتيكات إدارة “دي أو جي إي” لخفض التكاليف، التي يترأسها ماسك.
كما أكد البيت الأبيض الأسبوع الماضي أن الدور الحكومي لماسك، الذي كان من المفروض استمراره حتى 2026، ربما ينتهي في غضون أسابيع، بمجرد إتمام عمله في إدارة “دي أو جي إي”. وقال ترامب إن الملياردير في مرحلة ما “سيعود مجدداً ليتفرغ بشكل كامل لأعماله.”
وفي الوقت نفسه، بدت بعض مشروعات ماسك ترزح تحت ضغوط هائلة ومعاناة بسبب ملازمته للرئيس الأمريكي.
وقد انحدر سهم “تيسلا” بأكثر من 35 في المائة منذ مطلع هذا العام وسط مخاوف بشأن تنامي الحرب التجارية وتصاعد الغضب تجاه الشركة من المستهلكين الغاضبين من مهام ماسك العدائية لخفض التكاليف داخل الحكومة الأمريكية.
وفي خطاب غير موقع أُرسل إلى الممثل التجاري الأمريكي، جاميسين جرير، حذرت “تيسلا” أن الحرب التجارية قد تجعلها هدفاً لرسوم تصعيدية مضادة وقد ترفع تكاليف تصنيع السيارات في الولايات المتحدة.
وتعد الصين، ثاني أكبر سوق لسيارات تيسلا الكهربائية، والتي تمتلك الشركة هناك مصنعاً كبيراً. وقد افتتح ماسك مصنعاً للبطاريات باستثمارات 200 مليون دولار، قبل أسابيع من فرض الرسوم.
كما فقدت شركة “سبيس إكس”، التي تقدم خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، عقوداً مع العديد من الحكومات مع تصاعد التوتر بي الولايات المتحدة وحلفائها.
ولم يستجب الملياردير ماسك لطلبات محطة “إيه بي سي نيوز” للتعليق، كما لم يرد المستشار نافارو على تساؤل ما إذا كان ماسك يتدخل في السياسة التجارية للولايات المتحدة.
أما البيت الأبيض، فقد أحال “فاينانشيال تايمز” إلى بيان السكرتيرة الصحفية كاترين لافيت، الذي قالت فيه “على أي حال، نحن الإدارة الأكثر شفافية في التاريخ (الولايات المتحدة)، ونعبر عن خلافاتنا في العلن.”
الرئيس الكوري الجنوبي المؤقت: لن نتعاون مع الصين واليابان لمحاربة رسوم ترامب الجمركية
قال الرئيس الكوري الجنوبي المؤقت “هان دوك-سو” اليوم الأربعاء إن كوريا الجنوبية لن تشكل تحالفا مع الصين واليابان للرد بشكل مشترك على إجراءات الرسوم الجمركية الأمريكية، مؤكدا أنها تسعى إلى حل القضايا ذات الصلة من خلال المفاوضات مع واشنطن.
جاء ذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية ” خلال تصريحات لهان في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” في الوقت الذي أعلنت فيه إدارة “ترامب” عن رسوم جمركية متبادلة بنسبة 25% على كوريا الجنوبية من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ اليوم الأربعاء، وهو إجراء يُخشى أن يضر بشدة باقتصاد البلاد الذي يعتمد على التصدير.
وبينما وصف “هان” الرسوم التي أُعلن عنها مؤخرا بأنها مؤسفة، قال إن كوريا الجنوبية ستتفاوض بطريقة هادئة» مع واشنطن للتوصل إلى حل يستند إلى التحالف القوي جدا بين البلدين..وأوضح أنه لن يتم حل كل شيء في يوم أو يومين، لكنه أعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حل.