فرنسا تدعو الشركات المحلية لتعليق استثماراتها في أمريكا

حث وزير الصناعة الفرنسي مارك فيراتشي الأربعاء الشركات الفرنسية على تعليق استثماراتها في الولايات المتحدة في ظل الخلافات القائمة بين فرنسا وأوروبا وبين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية.

وقال فيراتشي لإذاعة فرانس إنفو “نقول: علقوا استثماراتكم، في هذه المرحلة المعقدة للغاية. نحن الآن في حالة من الارتباك الشديد. الاستثمارات التي كانت متوقعة أصبحت الآن غير مؤكدة”.

وفي وقت سابق، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى رد حازم من الاتحاد الأوروبي على رسوم ترامب الجمركية، ربما يشمل الخدمات الرقمية الأمريكية.

الحكومة الأمريكية تدخل الرسوم الجمركية حيز التنفيذ

دخلت محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة تنظيم الاقتصاد العالمي حيز التنفيذ صباح الأربعاء، مع بدء تطبيق رسوم جمركية جديدة على نطاق واسع تُعد من الأكبر منذ قرابة قرن.

وبحسب تقرير نشره موقع “أكسيوس”، فإن هذه الرسوم، التي وصفها ترامب بأنها خطوة ضرورية لإنعاش الاقتصاد الأمريكي وتحقيق عدالة تجارية عالمية، أثارت جدلاً واسعًا بين الخبراء الاقتصاديين وقادة الأعمال، الذين حذروا من أنها قد تؤدي إلى تفكك التحالفات الاقتصادية العالمية ودفع الاقتصاد نحو ركود مؤلم.

بداية تحول تاريخية بالاقتصاد العالمي

ابتداءً من الساعة 12:01 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، بدأت الحكومة الأمريكية في تطبيق تعريفات جمركية جديدة على نحو 60 دولة. وشملت الإجراءات رسومًا أساسية بنسبة 10% كانت قد دخلت حيز التنفيذ في وقت سابق، بالإضافة إلى رسوم جديدة على دول حليفة مثل الاتحاد الأوروبي بنسبة 20%، ومناطق صناعية حيوية مثل فيتنام وكمبوديا بنسبة 40%.

أما الصين، التي كانت بالفعل هدفًا لتعريفات جمركية بسبب أزمة الفنتانيل، فقد ارتفعت الرسوم المفروضة عليها إلى 104% بعد عدة جولات من الإجراءات المتبادلة، ما يزيد من التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وتُعد القطاعات الأكثر تضررًا من هذه الإجراءات هي ألعاب الفيديو، وقطع غيار أجهزة الكمبيوتر، والهواتف الذكية، والملابس، بالإضافة إلى قطع غيار الطائرات. ووفقًا لمختبر ميزانية جامعة ييل، من المتوقع أن تؤدي هذه الرسوم إلى تقليص دخل الأسرة الأمريكية المتوسطة بنحو 3800 دولار سنويًا، مع تأثير أكبر على الأسر ذات الدخل المحدود.

وقد شهدت الأسواق المالية العالمية تراجعًا حادًا على مدار أربعة أيام تداول متتالية منذ إعلان ترامب عن هذه الإجراءات في 2 أبريل، في إشارة إلى المخاوف العميقة من تداعيات هذه السياسات على الاقتصاد العالمي.

وفيما يتهافت المواطنون الأمريكيون على شراء السيارات، وهواتف آيفون، وحتى المواد الغذائية قبل ارتفاع الأسعار، لا يزال الجدل مستمرًا حول ما إذا كانت هذه الخطوة ستحقق أهدافها الاقتصادية أم ستُدخل العالم في موجة من التوترات والانكماش الاقتصادي.