“يا غايب”.. فضل شاكر ما بين الاستعطاف وعرض الحقيقة

“لا فن لا بيت لا قضية وطن” بتلك الكلمات انتهى البرومو الدعائي القصير للفيلم الثائقي للفنان فضل شاكر، الذي سيُعرض بعنوان “ياغايب” والذي يحكي عن خطوات فضل الفنية من التسعينيات ونجاحات الألفينات ختامًا بأوضاعه الاجتماعية المضطربة إبان الثورة السورية ودخوله خط المقاومة والنقطة الفاصلة التي أعادته للغناء مرة أخرى.
موعد عرض فيلم “ياغايب”
ومن المقرر أن يُعرض ياغايب” في 20 إبريل الجاري، من خلال منصة شاهد الترفيهية في حلقات متتالية
التطرف والاعتزال والعودة إلى الغناء
ظهر فضل شاكر في المرحلة الدعائية للفيلم وهو يبكي معبرًا عن ألم ما مر به وتخلي الجميع عنه من ناحية الأقارب والأصدقاء ووصفه “بالموت الحقيقي”، كما يُظهر الفيلم الجانب المظلم من حياة فضل شاكر عند دخوله إلى السجن على خلفية دعمه مجموعات إسلامية متشددة شاركت في معارك ضد الجيش اللبناني.
وحينها أطلق شاكر لحيته و دعا بعد انضمامه لجماعة الأسير إلى الجهاد في سوريا للتصدي لميليشيا حزب الله الداعمة لنظام بشار الأسد السابق هناك، وشارك في اشتباكات ضدهم في لبنان.
السجن لـ 22 عامًا والبراء.. لقطات بين الظلام والنور من حياة فضل شاكر
وفي عام 2020 أصدرت المحكمة العسكرية اللبنانية حكمين بالسجن 22 عاما مع الأشغال الشاقة، بحق الفنان فضل شاكر، وقررت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد منير شحادة، إصدار حكمين غيابيين، ضد شاكر، الذي اقترن اسمه بجماعة أحمد الأسير لفترة نسبة إلى الشيخ اللبناني المتشدد أحمد الأسير المسجون حاليا، والإنفاق على أفرادها وتأمين ثمن أسلحة وذخائر حربية.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي يصرد فيها أحكام قضائية ضد فضل شاكر، ففي 2016 حكم عليه بالسجن 5 سنوات ، و 15 عامًا في 2017 في قضية “أحداث عبرا” بين جماعة الأسير والجيش اللبناني” لكنه حصل على حكم بالبراءة في 2018.
حينما عاد فضل شاكر فنانًا
قضى فضل في رحلته بين التشدد واعتزال الفن وبين العودة 6 سنوات، ففي 2012 أعلن اعتزاله وأطلق لحيته ودخل في نفق الجماعات التي ازصلته للسجن وتغيير كامل في شخصيتهوفي 2018 أعلن رسميًا عودته للغناء، واًصدر جديده عبر قناته الرسمية على يوتيوب.
عاش فضل شاكر بعد عودته للغناء فترات من الرفض، لكنه استمر في إصداراته الغنائية واستكمال ماأنهاه قبل 13 عامًا، دون حديث إعلامي يكشف فيه عن تلك الفترة الغامضة من حياته التي تحول فيها على النقيض تمامًا من شخصيته، حيث خرج من ثب النجومية وملك الأغاني الرومانسية والمطرب المحبوب من الملايين في العالم العربي، إلى الانضمام لإحدى الجماعات الإرهابية والسير على نهجهم وطريقتهم.

فيلم “ياغايب” توضيح الموقف ام استعطاف من أجل العودة للنجاح
هل سيحمل “ياغايب” شريط حياة فضل شاكر غير المرئي لجمهوره؟ هل سيؤكد به خروجه تمامًا من نفق الجماعات المظلم والعودة إلى الفنان فضل شاكر الإسم الذي يصفق له دومًا محبيه من مختلف الدول العربية؟ هل سيقول فيه مامُنع الإعلان عنه منذ عودته إلى الغناء، بالتأكيد سنرى المراحل الفيصلية في حياة شاكر داخل الفيلم السلبي منها قبل الإيجابي، وعلى الجانب الآخر رؤية مايثلج به جمهوره صدورهم تجاه أسباب التحول السلبي الذي حدث له في السنوات العشر الأخيرة، وبالطبع الأمر يحمل المؤيدين للفيلم الذين يملأهم الفضول لمعرفة ماذا حدث لفضل شاكر قبل وبعد الاعتزال، والمعارضين الذين يروا انتهاء فضل شاكر إنسانيًا وفنيًا بمجرد انجرافه لعالم الجماعات والإرهاب ولا فرصة ثانيةً له.

وفي النهاية فيلم “ياغايب” ومن خلال الدعايا التي طٌرحت خلال الأيام الماضية، هو حق من حقوق فضل شاكر الإنسانية الذي يضع فيها كامل الأسباب التي وضعته في القائمة السوداء، وتوسلات ومحاولات العودة لإسم فضل شاكر الفني الذي عشقه هو منذ بداياته ونجاحاته المحفورة رغم كل ماحدث، وبدء صفحة جديد تمحو له كل ماسبق ، هل سيتحقق ذلك أم لا تلك الإجابة موجودة في ردود فعل الجمهور بعد عرض الفيلم