الذكاء الاصطناعي يُسهم في تعزيز النمو الاقتصادي بمنطقة الشرق الأوسط بحلول 2030

توقع محللون في القطاع المصرفي أن يسهم الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي بمنطقة الشرق الأوسط بشكل كبير في تعزيز النمو الاقتصادي الإقليمي، حيث يُتوقع أن يضيف الذكاء الاصطناعي نحو 13.6% إلى الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة بحلول عام 2030.
ويكشف استطلاع حديث أجرته شركة “فيناسترا” حول حالة الخدمات المالية في المنطقة لعام 2024 عن زيادة ملحوظة في استخدام البنوك في الإمارات والسعودية للذكاء الاصطناعي، ما يعكس إمكانيات اقتصادية كبيرة قد تطرأ في المستقبل القريب.
أبرز التقرير تصنيف دولة الإمارات في مقدمة الدول العالمية التي تبنت الذكاء الاصطناعي في قطاع الخدمات المالية، حيث أظهرت بيانات “فيناسترا” أن 71% من المؤسسات العاملة في القطاعين العام والخاص في الإمارات قد حسنت أو استخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي. ويأتي هذا التقدم مدفوعًا بالاستثمارات الكبيرة في هذا المجال، مما يضع الإمارات في موقع ريادي يعزز من مكانتها على الساحة العالمية.
وفي المملكة العربية السعودية، يلاحظ التقرير أيضًا اهتمامًا متزايدًا بتطبيق الذكاء الاصطناعي، خاصة في تحديث العمليات البنكية وتحقيق الشراكات الاستراتيجية. ومع ذلك، يرى التقرير أن المؤسسات في كلا البلدين قد قللت من استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التسويق، واستبدلته بتوظيف هذه التكنولوجيا في العمليات الأساسية مثل التعرف على العملاء ومكافحة غسل الأموال، مما يسهم في تحسين إدارة المخاطر واتخاذ القرارات.
أوضح آدم ليبرمان، رئيس الذكاء الاصطناعي في “فيناسترا”، أن البنية التحتية الرقمية المتقدمة والهيئات التنظيمية الرائدة في منطقة الشرق الأوسط توفر بيئة مثالية للبنوك للاستفادة من الذكاء الاصطناعي. وقال: “من خلال استخدام المنصات السحابية وبيئات البيانات الموحدة، يمكن للبنوك زيادة إنتاجية الموظفين وتعزيز قدرتها على الابتكار وإدارة المخاطر، مما يساعدها على التوسع جغرافيًا”.
تعد تجارب العملاء الشخصية التي يتيحها الذكاء الاصطناعي أحد أبرز التطورات في قطاع الخدمات المالية. ويمثل هذا التوجه تحولًا في كيفية تفاعل البنوك مع عملائها، حيث توفر البنوك في الإمارات روبوتات دردشة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتسهيل التفاعل مع العملاء بشكل سلس ومتواصل على مدار الساعة. هذا التوجه يعزز من أهمية الذكاء الاصطناعي في تقديم خدمات مصرفية تتماشى مع توقعات العملاء في المستقبل.
تحظى المنطقة باهتمام كبير بالذكاء الاصطناعي، حيث تحتل الإمارات والسعودية مراتب متقدمة بين الدول العالمية في هذا المجال، إذ بلغت نسبة اهتمام المؤسسات في البلدين 93% و90% على التوالي. كما توقعت شركة “بي دبليو سي” أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنحو 320 مليار دولار في اقتصاد الشرق الأوسط بحلول عام 2030، بينما توقعت “ماكنزي” أن يشهد القطاع المصرفي العالمي إضافة تريليون دولار سنويًا من الكفاءات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي.
إن استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع المصرفي يعكس قدرة هذه التكنولوجيا على تحسين تجارب العملاء وزيادة الكفاءة في العمليات المصرفية. مع تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي، تظهر فرص كبيرة لتحسين إدارة المخاطر وتحقيق مكاسب إضافية في الإنتاجية على مستوى المؤسسات المالية، ما يجعل هذه التكنولوجيا محركًا رئيسيًا للتحول الرقمي في القطاع المالي بمنطقة الشرق الأوسط.
وفي النهاية، يعكس التقرير أن الذكاء الاصطناعي في المنطقة ليس مجرد اتجاه حديث، بل هو جزء من استراتيجية شاملة تدعم نموًا اقتصاديًا مستدامًا.