مسلسلات رمضان  

مسلسلات رمضان  

نداء الي السادة مسئولي الهيئة الوطنية للإعلام ،،،

 

حيث تحولت  مسلسلات  رمضان إلي أكبر معاول  لهدم المجتمع  المصري وقيم  وأخلاق  وسمعة 

المصريين !

مصر مش بلطجية ولا رجالها بيتكلموا بالطريقة السوقية دى !!!

ولا شوارعها عايشة على خناقات الشوم والكرابيج والسنج والسيوف !!!

مصر مش رقاصات وساقطات وخريجات سجون !!!

حيث تحولت معظم تلك المسلسلات المسيئة  لتسير علي نفس الدرب الذي يبدو وكأنه أصبح منهجا ً متعمدا ً كل عام  لتشويه صورة  المصريين والمجتمع المصري  .. في ظل صمت من المسئولين المعنيين .. مما يمنح القائمين علي إنتاج تلك الأعمال شرعية تدفعهم للتمادي والإسفاف عاما ً بعد عام .. فإن كان هذا واقع الحال فبالتأكيد نحن أمام كارثة حقيقية !

ومن منطلق خلفيتي الأمنية كرجل عسكري شاركت في حرب اكتوبر المجيدة دفاعا ً عن الكرامه واسترداد أرض مصر الطاهرة المغتصبة .. ما يجعلني أتوقف أمام هذا الإصرار والتمادي والتجاوز الذي فاق كل الحدود .. وأن أنفي عن المشاهد المصري بل والعربي أيضا ً رضاه عن ما يقدم له من تشويه لم يكتفي بالمبالغة بل وصل إلي حد الخيال البعيد عن الواقع !! .. وإن كان هناك من سيقول أن هذا ما يريده المشاهد بدليل ارتفاع نسبة مشاهدة تلك الأعمال .. فردي علي هذا بأنه حق ٌ يُراد به باطل .. فواقع الحال أن طبيعة شهر رمضان تجمع الأسرة علي مائدة ٍ واحدة ً .. ثم الجلوس أمام شاشة التليفزيون للإسترخاء والترويح عن النفس بعد الإفطار عقب يوم الصيام .. وهذا ما فُرِض عليهم دون بديل .. فمعظم ماهو متاح أمامهم للمشاهدة اتفق وتشابه في المضمون والأسلوب المسيئ .. ولذا لا يمكن التبرير بالتدليل بالرضا من خلال نسبة المشاهدة الإجبارية !

 

وأتساءل :

هل هناك اتفاق علي تعميم الأمر بهذا الشكل .. الذي يضر أكثر مما ينفع بكثير ؟هل تقف جهات تمويلية أو تسويقية بشكل مباشر او غير مباشر وراء هذا الأمر .. لا تريد الخير لمصر .. أو ربما من منطلق ظنا ً خاطئا ً بأن محاولة التقليل من شأن الدولة المصرية الكبيرة العريقة وشعبها الكريم .. قد يرفع ويعلي عليها شأن وحجم آخرين من الحاقدين والكارهين والطامعين ؟!هل هانت مصر بهذا القدر علي قلوبكم لتأتي الإساءة بيد أبنائها ؟

 

لو إتجهنا مع الأسف بعد أن كنا القدوة والمثل الذي يحتذي به .. إلي التقييم والمقارنة بدراما المسلسلات التركية واللبنانية او السورية فسنجد أن أغلبها يظهر مدي الترابط الأسرى واحترام العائلة ..  حتى وإن كان العمل يحتوي علي فساد او جرائم .. دون أن يجمل من شكل الفاسد أو المجرم .. ودون أن يشوه المجتمع بشكل عام  !!! ولا نري في أعمالهم هذا القدر من المشاهد المُخله والمسيئة ولا ألفاظ متدنية وصراخ وأصوات وتعبيرات سوقية وإسقاطات جنسية ولغة جسد مبتزله ولا ملابس غير لائقة خاصة ونحن في الشهر الكريم !

 

إن إهمال الرقابة والمحاسبة على الأعمال الدرامية التي تسييء إلى سمعة مصر والمصريين هو بالفعل أحد أسباب تراجع مستوى الدراما بشكل عام .. والرمضانية بشكلٍ خاص لإرتفاع نسبة المشاهدة في هذا الشهر .. والسماح أن تقدم تلك الأعمال ما بصورة تشوه المجتمع المصري بالتركيز على الجوانب السلبية فقط ! مثل العنف ، المخدرات ، والانحراف الأخلاقي ، دون تقديم صورة متوازنة تعكس الجوانب الإيجابية والقيم الأصيلة للمجتمع .. ليعتبر ذلك جريمة كبرى في حق الوطن .

إن كان القائمون علي تلك الأعمال قد أساءوا فهم عدم تدخل أجهزة الدولة رقابيا ً علي سبيل حرية التعبير والإبداع .. قد أتاح لهم ذلك بعرض محتوى يسييء إلى صورة مصر والمصريين ويقدم رسائل للخارج غير مناسبة ولا تليق .. إذن فلندعوا جميعا لعودة  جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية وتفعيل دوره لحماية المجتمع .. بعد أن تركزت معظم تلك الأعمال على تقديم الإثارة المُفرِطة والشخصيات السلبية مع المبالغة في تقديم الأحياء الشعبية بصورة غير حقيقية وعرض صور الفساد والإنحراف السلوكى والأخلاقى ، وكأنها الصورة السائدة فى مصر، مما يؤثر على الانطباع العام محليًا ودوليًا.

إن غياب المحاسبة للمؤلفين والمنتجين والمشاركين والقائمين على تلك الأعمال قد شجعهم في التمادى وتجاوز كل الحدود ورداءة المحتوى ، وأصبح لا  رادع لديهم يمنعهم من تقديم أعمال تضر بسمعة البلاد .

أين المحتوى الوطني الهادف الذي يبرز الإنجازات الوطنية والتاريخية ويسلط الضوء على قصص النجاح المصرية والنماذج المشرفة لتكون هي القاعدة وليس الإستثناء ؟

هل يليق أن يكون الهدف الرئيسى هو الإنتاج التجاري بجذب الإعلانات والمشاهدات على حساب جودة المحتوى ،  بديلا عن  تقديم رسالة فنية إجتماعية راقية تفيد السرة والمجتمع  .. دون إنتباه  ووعي لخطورة وعواقب ما يقدمونه الآن ؟

 

أري أنه لابد من وقفة حساب ومراجعة جدية لتحسين موضوع الدراما الرمضانية وفرض رقابة أكثر وعيًا ، ودعماً للأعمال الهادفة ، وتشجيع الأفكار والأعمال التي تقدم صورة عادلة ومتوازنة عن مصر والمجتمع المصري .

                                                                       

                                     

                                                                 لواء/ مصطفي زكريا 

                                                  عضو لجنة الدفاع والأمن القومي – حزب تواصل