ألمانيا تتجه لتطبيق نموذج جديد للخدمة العسكرية قائم على الطوعية

ألمانيا تتجه لتطبيق نموذج جديد للخدمة العسكرية قائم على الطوعية

أعلن تحالف “الاتحاد المسيحي” و”الحزب الاشتراكي الديمقراطي” في ألمانيا عن التوصل إلى اتفاق لتطبيق نموذج جديد للخدمة العسكرية، يعتمد في مرحلته الأولى على مبدأ الطوعية، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش الألماني في ظل التحديات الأمنية المتزايدة.

 

وجاء الاتفاق خلال مفاوضات تشكيل الائتلاف الحاكم الجديد، حيث توصلت الأحزاب الثلاثة المكونة للتحالف – الحزب المسيحي الديمقراطي وشقيقه الاجتماعي البافاري من جهة، والحزب الاشتراكي من جهة أخرى – إلى صيغة توافقية بشأن مستقبل الخدمة العسكرية في البلاد، بعد خلافات استمرت خلال جولات متعددة من النقاش.

 

وأوضح نص الاتفاق أن “الخدمة العسكرية الجديدة ستكون جذابة، وتستند إلى الطوعية، مع فتح المجال أمام فرص تأهيل وتدريب تعزز من دافع الانخراط في صفوف القوات المسلحة”، مشيرًا إلى أن التصميم الجديد مستلهم من نموذج الخدمة العسكرية السويدية.

 

كما أُعلن عن نية الحكومة في تهيئة المتطلبات القانونية خلال العام الجاري لتسجيل وتتبع المجندين، ما يمهد لتطبيق النموذج الجديد بشكل فعلي في المستقبل القريب.

 

وكان “الاتحاد المسيحي” قد دعا إلى إعادة تفعيل التجنيد الإجباري، الذي تم تعليقه في ألمانيا عام 2011، بحجة الحاجة إلى تعزيز الجيش في ظل التهديدات المتزايدة، بينما تمسّك الحزب الاشتراكي بمبدأ الطوعية، مشددًا على ضرورة إطلاق حوار مجتمعي موسع حول شكل الخدمة الجديد.

 

ومن المتوقع أن يُعرض الاتفاق على الهيئات الحزبية للموافقة النهائية، قبل توقيعه رسميًا وانتخاب زعيم الاتحاد المسيحي، فريدريش ميرتس، مستشارًا جديدًا للبلاد.

 

ويأتي هذا التطور في وقت أظهرت فيه البيانات الصادرة عن وزارة الدفاع تراجعًا طفيفًا في عدد أفراد الجيش الألماني، حيث بلغ عدد الجنود والضباط نحو 181 ألفًا و150 عنصرًا بنهاية العام الماضي، مقارنة بـ181 ألفًا و500 في نهاية ديسمبر 2023، رغم الجهود المبذولة لزيادة معدلات التوظيف العسكري.

 

منظمة التجارة العالمية: التبادل التجاري بين الصين والولايات المتحدة مهدد بالتراجع بنسبة 80%

 

أعلنت رئيسة منظمة التجارة العالمية، نغوزي أوكونجو-إيويالا، أن التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين تنذر بتراجع كبير في حجم التبادل التجاري بين البلدين، قد يصل إلى نسبة 80%، وذلك بحسب التقديرات الأولية للمنظمة.

 

وقالت أوكونجو-إيويالا في بيان رسمي نُشر على الموقع الإلكتروني للمنظمة: “تشكل التوترات التجارية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين خطراً جسيماً على استقرار النظام التجاري العالمي، وقد تؤدي إلى انخفاض حاد في حجم التجارة الثنائية”. وأضافت أن هذه التطورات قد تكون لها تداعيات أوسع على الاقتصاد العالمي.

 

ويأتي هذا التحذير في وقت أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 104% على البضائع الصينية، تدخل حيز التنفيذ اعتباراً من اليوم الأربعاء، بعد أن كانت محددة في السابق بـ34%. وتُعد هذه الخطوة تصعيداً جديداً في الحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين.

 

وفي رد فعل مباشر، أعلنت الصين اليوم أنها سترفع الرسوم الجمركية على جميع السلع المستوردة من الولايات المتحدة من 34% إلى 84% بدءاً من العاشر من أبريل الجاري، في خطوة اعتبرتها بكين دفاعاً عن مصالحها الاقتصادية.

 

من جهته، صعّد ترامب الموقف مرة أخرى، معلناً في وقت سابق من اليوم رفع الرسوم الجمركية إلى 125%، مبرراً ذلك بـ”عدم احترام الصين للأسواق العالمية”، على حد تعبيره، ومتهماً بكين بانتهاج سياسات تجارية غير عادلة.

 

ويخشى مراقبون أن تؤدي هذه الجولة الجديدة من الإجراءات الجمركية إلى مزيد من التدهور في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مما قد يُلقي بظلاله على سلاسل التوريد العالمية ويؤثر على أسواق المال الدولية.

 

منسى: مراحل مهمة مرتقبة بين لبنان وسوريا والتحديات على الحدود تحتاج إلى حلول شاملة

 

أكد وزير الدفاع اللبناني اللواء ميشال منسى أن العلاقات بين لبنان وسوريا ستشهد في المرحلة المقبلة خطوات مهمة على مختلف الصعد، مشددًا في الوقت ذاته على أن المشاكل التي شهدتها الحدود الشمالية الشرقية للبلاد تعود في جوهرها إلى عمليات التهريب المستمرة.

 

جاءت تصريحات الوزير منسى خلال لقائه وفدًا من مجلس نقابة الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب عوني الكعكي، حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية الراهنة، وسبل دعم المؤسسة العسكرية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

 

وشدد وزير الدفاع على ضرورة تعزيز قدرات الجيش اللبناني، مؤكدًا أن “المطلوب اليوم أن نأخذ بيد الجيش كي يستطيع مواصلة أداء مهامه، كما يفعل دائمًا”، وأضاف: “كل المشاكل اليوم مرمية على الجيش… وأنا أقول في كل مكان: أطعموا الجيش ليطعمكم”.

 

وفي ما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية، لفت منسى إلى أن مواجهة هذه التحديات تتطلب الإسراع في تقديم الدعم اللازم للمؤسسة العسكرية، معتبرًا أن “الدعم الحالي غير كافٍ بالنظر إلى حجم التحديات الأمنية”.

 

وتطرق منسى إلى الاجتماع الذي جمعه بنظيره السوري مرهف أبو قصرة في مدينة جدة السعودية أواخر مارس الماضي، مشيرًا إلى أن اللقاء كان “جيدًا وفتح الباب أمام مرحلة جديدة”، مؤكدًا أن الاجتماع وضع أساسًا لحل جذري للمشاكل الحدودية بين البلدين.

 

وأكد الوزير منسى أن ما جرى الاتفاق عليه في جدة يشمل تشكيل لجان قانونية وفنية مشتركة، وتفعيل التنسيق الثنائي للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية، ولا سيما تلك التي تشهدها الحدود.

 

واختتم منسى بالقول إن “التهريب كان السبب الأساسي للمشاكل التي حصلت في الشمال الشرقي، ولذلك لا بد من معالجة جذرية شاملة لهذه الظاهرة بالتعاون مع الجانب السوري”.