ذكرى رحيل الشيخ محمد الفيومي.. أول أزهري جمع بين الإنشاد والقرآن والغناء

تحل اليوم الخميس العاشر من أبريل، ذكرى رحيل علم من أعلام الابتهال والإنشاد الديني في مصر والعالم الاسلامي إنه الشيخ محمد الفيومي العالم الأزهري.
يُعدُ الشيخ محمد الفيومى أحد عمالقة الابتهالات والتواشيح الدينية فى القرن الماضى، أول أزهرى جمع بين تجويد القرآن والإنشاد الديني والغناء ، ولُقب بـ”شيخ المنشدين” ومن اشهر ابتهالاته حبيب الله شرفت الوجود.
نشاته ومولده:
ولد الشيخ الفيومي في 25 مارس 1905، ونال شهرة واسعة كونه أول أزهري يظهر في السينما المصرية في عمل سينمائي وهو يؤدي التواشيح، ولد الشيخ محمد الفيومي كفيف العينين في حي الجمالية بالقاهرة، وكان والده عالما كبيرا بالأزهر الشريف وأيضا كان يعمل مصححا للغة العربية بالأزهر.
وكان والده عالمًا كبيرًا بالأزهر الشريف، ما دفع الابن للالتحاق بالأزهر وهو في سن العاشرة من عمره، حيث حفظ القرآن الكريم كاملًا وتعلم أصول التجويد والترتيل علي يد الشيخ حسن الجريسي الأزهري. احترف الشيخ محمد الفيومي قراءة القرآن الكريم في المساجد والمآتم، وجمع بين تجويد القرآن والإنشاد الديني والغناء، وتربع على عرش الإنشاد والمديح الديني وأصبح من كبار المبتهلين والمنشدين بالإذاعة المصرية عام ١٩٤٥.
واعتبر الناس الشيخ محمد الفيومى الامتداد الطبيعى للشيخ على محمود الذى توفى فى ديسمبر 1946 حتى إنه أصبح مؤذناً لمسجد الإمام الحسين خلفاً للشيخ على محمود.
واشتهر الشيخ الفيومى بحسن المعشر وسرعة البديهة، ما جعله محل حب وحفاوة لدى الجميع، وكان بيته قبلة للأصدقاء من الفنانين والمبدعين، وبلغ فى صوته شأناً عظيماً زاحم به كبار المطربين فى القرن الماضى، وتربع على عرش الغناء والإنشاد الدينى فى بداية الخمسينيات، وأصبح من كبار المبتهلين بالإذاعة المصرية، شارك الشيخ الفيومى بالتواشيح الدينية فى فيلم عزيزة، وفى 1956 فى فيلم رصيف نمرة 5.

أصبح الفيومي بارزًا في الأوساط الدينية المصرية والعربية في عصره، حيث اشتهر بصوته الجميل وأدائه القوي والمؤثر للمدائح والأناشيد. كان الفيومي يحب التجول في جميع أنحاء مصر والدول العربية الأخرى للقاء المشايخ والتعرف على العادات والتقاليد الإسلامية في جميع أنحاء العالم العربي.
وأصدر الفيومي العديد من الأناشيد والابتهالات الدينية المميزة، والتي أصبحت محبوبة من قبل الكثيرين. ويُعتبر من أشهر أعماله مدائحه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم التي أداها بصوته العذب بطريقة تأسر القلوب
وفى عام 1972 عهد الموسيقار عبدالحليم نويرة، مؤسس فرقة الموسيقى العربية فى مصر، للشيخ الفيومى بالإشراف على تحفيظ جيل جديد من الشباب هذا التراث الذى أصبح نادراً.

في إحدى السهرات سمعه الملحن داود حسني، ونصحه بالإنشاد الديني، لأنه مناسب لصوته الجميل.
تربع على عرش الإنشاد والمديح الديني وأصبح من كبار المبتهلين والمنشدين بالإذاعة المصرية .
وفاته:
وتوفي الشيخ محمد الفيومي في مثل هذا اليوم العاشرمن أبريل عام ١٩٨٨ ودُفن بالقاهرة، تاركًا خلفه إرثًا كبيرًا من الإنشاد الديني.