اليهود لا عهد لهم ولا ذمّة

منذ متى عُرف عنهم الوفاء؟!
هؤلاء قومٌ كتب الله فيهم: “كلما عاهدوا عهداً نقضه فريقٌ منهم”، فلا عجب أن ينقضوا هدنة الأمس، ليستأنفوا مجازر اليوم، وكأنهم لا يحيَون إلا على رائحة الدم، ولا يطمئنون إلا على صراخ الأطفال وأنين الأمهات.
كأنهم لم يشبعوا من الدم.. كأن نارهم لا تهدأ إلا إذا احترقت غزة عن بكرة أبيها!
ها هم يعودون إلى خيانتهم المعهودة، ينقضون عهد الهدنة كما ينقض الذئب وعده للحمل، ويستأنفون مذابحهم ضد أهلنا العزل، في غزة والضفة على السواء. لم تترك آلة القتل الصهيونية بيتاً إلا وطرقته، ولا شارعاً إلا وروّعته، ولا مخيماً إلا ودكّته، وكأنهم أقسموا ألا يظل حجر فوق حجر إلا وقد تناثر.
ولكن، على قدر الجريمة يكون الثبات.
فغزة اليوم، رغم الجوع والقصف والتنكيل، تقف كجدار الصوان، تكذّب كل من ظن أن الفلسطيني قد ينهزم، أو أن الأمة قد تنسى. المخابز أغلقت؟ نعم. الدقيق نفد؟ نعم. الأطفال يرتجفون؟ نعم. ولكن الكرامة ما زالت مشتعلة، والعزيمة لم تضعف، والراية لم تسقط.
يحلمون بالتهجير؟
فليحلموا.. فهزيمتهم بدأت يوم ظنوا أن النكبة قابلة للتكرار.
ما لم يفهمه قادة الكيان، هو أن هذا الشعب المؤمن، باع دنياه لله، واشترى الشهادة بالجنة، فماذا تملكون أمامه؟!
بماذا تهددون من لا يخاف الموت؟
كيف تجوّعون من تعوّد على صيام البطولة؟
كيف تهجّرون من علّق قلبه بالقدس، وحفر فيها جذوره منذ آلاف السنين؟
أما أنتم يا من تحاصرون غزة باسم “السلام”.. يا من تتفرجون من خلف الشاشات.. يا من تعطون المهل للجزارين.. أما آن للغضب أن ينفجر في ضمائركم؟! أما سئمتم من بيانات الشجب الباردة؟!
ومصر، الشقيقة الكبرى، درع الأمة، تقف الآن في وجه المخطط الخبيث، رافضة أن تكون بوابةً لتهجير الشعب الفلسطيني أو شاهد زور على تصفية قضيته. مصر التي يعرفها التاريخ جيداً.. إذا قالت لا، فلن تكون نعم أبداً، وإذا رفعت صوتها، لن يستطيع أحد أن يُسكتها.
واعلموا، أن علوّكم لن يدوم، ووعد الله حق، وتاريخكم يقول إنكم إذا علَوْتم، سقطتم. وسيسقط كيانكم كما سقط غيره، وسنصلي في الأقصى محرراً، وسنحكي لأطفالنا كيف صمدت غزة، وكيف بكت الأرض من قسوة العدوان، ثم ضحكت وهي ترى علم فلسطين يُرفع فوق الخراب.. علامة انتصار