معنى الكلالة في قوله تعالى “يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة”.. أستاذ الفقه يوضح

تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، سؤالًا من أحد المستمعين جاء فيه: “يقول الله عز وجل(يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة)… فما المراد بالكلالة؟”.
وأوضح لاشين أن مصطلح “الكلالة” يُعد من المفاهيم الفقهية الدقيقة التي وردت في القرآن الكريم ضمن أحكام المواريث، وتحديدًا في قوله تعالى:”وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس” [النساء: 12].
وبيَّن أن الكلالة تتعلق بحالة المتوفى الذي لا يترك والدًا ولا ولدًا، وهي مسألة لها أثر كبير في تقسيم التركة الشرعية. وقد اختلف العلماء في تفسير الكلالة إلى رأيين رئيسيين:
الرأي الأول: أن الكلالة تطلق على الورثة من غير الأصول (الآباء) أو الفروع (الأبناء)، أي مثل الإخوة والأخوات والأعمام، فهم من يسمون “الحواشي”.
الرأي الثاني (وهو الأرجح): أن الكلالة هي صفة للمتوفى نفسه، أي أنه مات دون أن يترك والدًا أو ولدًا، وبالتالي تنتقل التركة إلى بقية الأقارب من الحواشي، كالإخوة والأخوات.
وهذا الرأي هو ما رجحه كبار الصحابة، ومنهم: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وهو ما أخذ به جمهور الفقهاء.
وأكد الدكتور عطية أن علم المواريث يُعد من أهم العلوم في الشريعة الإسلامية، حيث يضمن توزيع التركة بعدالة وفق أحكام الله، ويُعطي كل ذي حق حقه دون ظلم أو تفريط.
وختم بقوله: “والله أعلم، وصلّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وآله”.
أدعية للمتوفى:
اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعفُ عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النار، وافتح له بابًا من الجنة يأتيه منه روحها وطيبها إلى يوم القيامة.
اللهم آنسه في وحدته، وآنسه في وحشته، وآنسه في غربته، واجعل الجنة داره وقراره.
اللهم ارحم من اشتاقت لهم أرواحنا وهم تحت التراب، اللهم اجعلهم من أهل الفردوس الأعلى، وارزقهم لذة النظر إلى وجهك الكريم.
اللهم تجاوز عنه، وثبّته عند السؤال، واجعل مثواه الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
اللهم اجعل عمله الصالح شفيعًا له، وارفع درجاته في عليين، واجمعنا به في مستقر رحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو، فاعفُ عنه، واغفر له، واجبر كسر قلوبنا عليه برحمتك.