خوف وتوجس من إعادة “الذئب الرهيب” إلى الحياة بعد 10 آلاف عام من انقراضه

خوف وتوجس من إعادة “الذئب الرهيب” إلى الحياة بعد 10 آلاف عام من انقراضه

في إنجاز علمي غير مسبوق، أعلنت شركة “كولوسال بايوساينس” الأمريكية الناشئة المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية عن تمكنها من إحياء نوع منقرض من الذئاب يُعرف باسم “الذئب الرهيب” (Canis dirus)، والذي انقرض منذ أكثر من 10 آلاف عام.

وكشفت الشركة بحسب قناة “فرانس 24”، عن نجاحها في إعادة ثلاثة ذئاب من هذا النوع – ذكرين وأنثى – إلى الحياة، وذلك بالاعتماد على تقنيات الهندسة الوراثية المتقدمة. ويُعد هذا الإنجاز الأول من نوعه في توصل باحثين إلى إعادة حيوان منقرض إلى الحياة.

كان الذئب الرهيب يتميز بحجمه الضخم ونمط حياته المفترس والمرعب، كما يوحي اسمه. وقد عاش في أمريكا الشمالية وأجزاء من أمريكا الجنوبية، وتم اكتشاف وجوده من خلال آلاف الهياكل العظمية التي عُثر عليها في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.

وأشارت الأبحاث على هذه الحفريات إلى أن هذه الذئاب كانت تعيش على الصيد في مجموعات شبيهة بالذئاب الحالية، لكنها كانت تتميز بجمجمتها الثقيلة وفكها القوي، حيث كانت تعتمد على القوة في قتل فرائسها أكثر من الذكاء أو السرعة. وقد تم تحديد فترة انقراضها بعد العصر الجليدي، ويعزو الباحثون السبب في ذلك إلى التغير المناخي الذي أدى إلى انقراض فرائسها.

استخدمت شركة “كولوسال بايوساينس” تقنية “المقص الجيني” كريسبر-كاس 9، وهي تقنية تسمح بقطع أجزاء من الجينوم وإضافة أخرى. وقد قام الباحثون باستخراج وتحليل الحمض النووي من حفريات قديمة للذئاب الرهيبة، وبالتحديد من أسنان عُثر عليها في ولاية أوهايو وعظمة أذن داخلية عمرها 72 ألف عام من ولاية أيداهو.

سمح هذا الحمض النووي للباحثين بالحصول على معلومات حول حجم الجسم، ولون الفرو، وعدد الأسنان، وقوة الفك، وغيرها من الخصائص الفيزيولوجية لهذه الحيوانات. وبعد ذلك، قاموا بأخذ جينوم الذئب الرمادي، الذي يشبه إلى حد كبير الذئب الرهيب ولكنه أصغر حجماً، وأدخلوا عليه 20 تعديلاً ليطابق جينوم الذئب الرهيب المستخرج من الحفريات.

تم نقل هذا الجينوم المعدل إلى بويضات إناث كلاب تتميز بصحة جيدة، ونتج عن ذلك ولادة الذئاب الثلاثة التي تم إحياؤها.

 

تعتزم شركة “كولوسال بايوساينس” إحياء حيوانات أخرى منقرضة، وقد سبق أن أعلنت عن ابتكار “فار صوفي” مستلهم من حيوان الماموث الصوفي، كخطوة نحو إعادة إحياء هذا الحيوان المنقرض منذ نحو 4 آلاف عام. ولدى الشركة قائمة طويلة من الحيوانات المنقرضة التي تنوي إعادتها إلى الحياة، مثل النمر التسماني وطائر الدودو.

وبررت الشركة مشاريعها بأنها وسيلة لإعادة هذه الحيوانات المنقرضة إلى الحياة، وأن التكنولوجيا التي تطورها هي فرصة لإنقاذ أنواع مهددة حالياً بالانقراض من خلال استنساخها.

إلا أن البعض يحذر من العواقب غير المتوقعة لهذه التجارب، مشيرين إلى أن إدخال كائنات منقرضة إلى بيئات جديدة قد يخل بتوازن الأنظمة البيئية، ويطرح مشاكل تتعلق بالسكن وتأثير هذه الكائنات على الحيوانات الأخرى، واحتمال انقراض أنواع أخرى بسببها، كما أن التكنولوجيا المستخدمة ما زالت في بدايتها وقد تؤدي إلى مضاعفات صحية للأنواع المستنسخة أو الحيوانات التي تحملها.

اقرأ المزيد..