مهن فى طريقها للانقراض!!

هناك مهن فى طريقها للانقراض لعدم تجديد العاملين فيها، فلقد اختفى من ورش ومحلات الحرفيين «الصبيان» الذين يعملون لدى الأسطوات لتعلم المهنة، وإذا سألت الأسطى أين ذهب هؤلاء؟ يقول لك ذهبوا إلى «التوك توك» لأنهم يحصلون منها على مبالغ أكبر بكثير مما يحصل عليه فى الورشة، هذه المعضلة لم تقف عند حدود الحرفيين إنما تمتد إلى بعض المهن الحرة فى بلدنا الطيبة، حيث انصرف حديثى التخرج عن الالتحاق بالمكاتب للتدريب مثل مهنة المحاماة، مكتفين بحصولهم على كارنية النقابة، بسبب قلة المكافآت التى تدفعها المكاتب أثناء فترة التدريب، فالكل فى الهم واحد سواء الصبيان أو أصحاب الحرف أو حتى أصحاب المكاتب والخرجين بسبب ارتفاع نسبة التضخم التى تأكل قيمة العملة، وأصبح ما يحصلون عليه لا يكفى المواصلات أو القليل من الاحتياجات، من هنا لا تُجدد الدماء داخل الحرف والمهن، ولا ذنب لأى منهم فى الأمر، وأصبح المجتمع مثل كُرة ثلج يتضاعف حجمها أضعاف كثيرة حتى إزداد وزنها، وأصبحت أكثر خطورة وتأثيرًا، الذى يحدث الأن هو تراكم سوف تجد طريقها إلى الاصطدام الذى سوف يحطم كل شئ، والتاريخ دائمًا ما يحذرنا من قلة القدرة على إشباع حاجات الناس «لقمة العيش» التى تحكى الأساطير عنه أن له الأثر الجوهرى على إنهيار الدولة على رأس الجميع فيجب بسرعة خفض كل شئ حتى لا تنقرض المجتمع مع انقراض المهن والحِرف.