الوزير .. وتطبيق القانون

الوزير .. وتطبيق القانون

 

فى إطار الأزمة المثارة حاليا التى تسبب فيها محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم، وكان من نتائجها الكارثية وفاة مدير الإدارة التعليمية بالباجور. وجب  الحديث حول أهمية إختيار المسئول المناسب فى المنصب خاصة لو كان هذا المسئول وزيرا.
إن اختيار المسؤول المناسب للمنصب يمثل حجر الزاوية في تحقيق النجاح والفعالية لأي مؤسسة أو نظام، سواء كانت حكومية، خاصة أو حتى مجتمعية. فتولي شخص غير مؤهل أو غير كفء لمسؤولية قيادية أو تنفيذية يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة تتراوح بين تبديد الموارد، وتدهور الأداء، وفقدان الثقة، وصولا إلى الفشل الذريع في تحقيق الأهداف المنشودة. على النقيض من ذلك، فإن اختيار الشخص المناسب، الذي يمتلك الكفاءات اللازمة من علم وخبرة ومهارات قيادية وشخصية، يضمن سير العمل بكفاءة وفاعلية، ويحفز الآخرين على تقديم أفضل ما لديهم، ويساهم في تحقيق النمو والازدهار. إن المسؤول المناسب يكون قادرا على اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب، وتحمل المسؤولية عن نتائجها، والتواصل بفعالية مع فريقه ومع الجهات المعنية، وبناء بيئة عمل إيجابية ومحفزة. لذا فإن اختيار المسؤولين لابد أن تتم وفق معايير واضحة وشفافة تستند إلى الجدارة والكفاءة، ليس مجرد خيار مستحب بل ضرورة حتمية لضمان حسن سير الأمور وتحقيق التقدم المنشود على كافة الأصعدة. فتاريخ المؤسسات الناجحة يشهد بأن اختيار القيادات والكفاءات المناسبة كان دائمًا سر تفوقها واستدامتها.
ويمثل احتواء المسؤول لمرؤوسيه ركيزة أساسية لبناء بيئة عمل منتجة ومحفزة. فالقائد الذي يولي اهتمامًا حقيقيا بفريقه، ويستمع إلى آرائهم ومخاوفهم، ويوفر لهم الدعم والتوجيه اللازمين، يخلق جواً من الثقة والولاء. هذا الاحتواء لا يقتصر على توفير الأدوات والموارد فحسب، بل يمتد ليشمل تقدير جهودهم، والاعتراف بإنجازاتهم، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي عند الحاجة. عندما يشعر الموظف بأنه مسموع ومقدر ومحتوى من قبل مسؤوله، يزداد شعوره بالانتماء والمسؤولية، وينعكس ذلك إيجابياً على أدائه وإنتاجيته وولائه للمؤسسة. إن المسؤول القادر على احتواء فريقه هو في الواقع يستثمر في نجاحه ونجاح مؤسسته على المدى الطويل.
ومن المؤسف لم بتوفر هذا فى وزير التربية والتعليم منذ توليه حقيبة الوزارة. وهنا تأتى أهمية 
تولي السياسي منصب الوزير، لأنه  يحمل أهمية بالغة في النظام السياسي، حيث يمتلك السياسي عادة فهما أعمق للديناميكيات السياسية وتوازنات القوى داخل الدولة وخارجها. كما يكون لديه القدرة على بناء التحالفات وحشد الدعم اللازم لتنفيذ السياسات الحكومية. بالإضافة إلى ذلك، فإن السياسي غالبا ما يكون أكثر حساسية للمطالب الشعبية، مما يساعد في صياغة سياسات تستجيب لاحتياجات المجتمع. وجود وزير ذي خلفية سياسية قوية يسهل عملية التواصل والتنسيق، ويعزز من قدرة الحكومة. وهذا أيضا لم يتوفر فى وزير التربية والتعليم الحالي.
ولذلك تزايدت المطالبات بعزله خاصة على خلفية وفاة مدير إدارة الباجور التعليمية بعد تعنيفه أثناء زيارة للوزير. كما طالبت دعاوى قضائية بعزله لافتقاره للمؤهلات والخبرة اللازمة، وفقا لما ورد في تقارير إخبارية كثيرة.