دخل طفلاً وخرج شابا.. أحمد مناصرة فلسطيني قضي 10 سنوات داخل سجون الاحتلال

دخل طفلاً وخرج شابا.. أحمد مناصرة فلسطيني قضي 10 سنوات داخل سجون الاحتلال

أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أفرجت عن الأسير المقدسي أحمد مناصرة 23 عاما بعد قضائه قرابة 10 سنوات في سجونها.
 

وسجن مناصرة عندما كان طفلا 13 عاما بدعوى محاولته تنفيذ عملية طعن في القدس المحتلة برفقة ابن عمه حسن 15 عاما الذي استشهد.

 

الأسير المقدسي أحمد مناصرة 

 

واعتقل مناصرة وحقق معه بطريقة فظة، وحكم عليه بـ12 سنة سجنا، قبل تخفيض الحكم فيما بعد إلى 9 سنين، وتعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي حينها تسريب فيديو جلسة التحقيق الأمني معه.

وقبل نقله إلى المعتقلات الإسرائيلية، احتُجز مناصرة لمدة عامين في مؤسسة خاصة بالأحداث في ظروف صعبة وقاسية، لينقل لاحقا إلى سجن مجدو بعد أن تجاوز عمره 14 عاما.

من جهته، قال مكتب إعلام الأسرى في حركة حماس إنه كان من المفترض أن تفرج قوات الاحتلال عن الأسير أحمد مناصرة من سجن نفحة حيث كانت عائلته تنتظره.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية قولها إن “مناصرة كان مفترضاً خروجه من سجن نفحة، حيث كانت عائلته تنتظره، قبل أن تفاجأ باتصال من أحد الأشخاص يخبرهم بأن أحمد موجود في منطقة بئر السبع”.

الأسير المقدسي أحمد مناصرة الأسير المقدسي أحمد مناصرة 

وقضى مناصرة، البالغ من العمر الآن 23 عاماً، عدة سنوات من عمره في “زنازين العزل الانفرادي وسط ظروف قاهرة”، مما أصابه بمرض انفصام الشخصية “نتيجة المعاملة القاسية التي تعرّض لها في سن مبكرة”، بحسب “وفا”.

 

واتهمت إسرائيل مناصرة بمحاولة تنفيذ عملية طعن، وهي الاتهامات التي نفتها أسرته. ولاحقاً، أصدرت محكمة إسرائيلية حكماً بالسجن الفعلي بحق أحمد لمدة 12 عاماً، ثم خفضت العقوبة إلى تسع سنوات ونصف عام 2017.

الأسير المقدسي أحمد مناصرة الأسير المقدسي أحمد مناصرة 

كسر في الجمجمة

وبدأت حكاية مناصرة في 12 أكتوبر عام 2015، حين تعرض لإطلاق نيران ما أصابه وأودى بحياة ابن عمه حسن (15 عاماً)، أثناء تجولهما في القدس، قبل أن تظهر مقاطع فيديو لأحمد غارقاً في دمائه، ويصرخ جرّاء تعرضه لعملية تنكيل من المستوطنين، بينما يحاول جنود إسرائيليين تثبيته على الأرض.

 

وقالت عائلة أحمد مناصرة إن “نجلها تعرض للضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي عند اعتقاله عام 2015، ما أدى لكسر في جمجمته، والتسبب بورم دموي داخلها”.

تحقيق دون توقف

وأضافت العائلة أن مناصرة “تعرض إلى أقسى أنواع التعذيب الجسدي والترهيب النفسي، واستُخدم ضده أسلوب التحقيق الطويل دون توقف، وحُرِم من النوم والراحة، وتعرض إلى ضغوط نفسية كبيرة”.

 

وانتشر مقطع فيديو مُسرب لأحمد بعد اعتقاله أظهره يصرخ بشكل هستيري ضارباً رأسه بيده أثناء تحقيق، ويكرر عبارة “مش متذكر مش متذكر”، بينما يخضع لاستجواب قاس من محقق دون حضور محام.

 

وأثار اعتقال مناصرة جدلاً قانونياً كبيراً عند اعتقاله، لأن القانون الإسرائيلي كان ينص آنذاك على عدم سجن القُصر دون سن 14 عاماً، إذ كان يبلغ أحمد وقتها 13 عاماً و9 أشهر فقط.

 

سلام الإصبع

وبعد 7 سنوات من اعتقال مناصرة، طلب محاميه من القاضي السماح لأمه بالتسليم على ابنها، وهو ما رفضه القاضي، قبل أن يوافق بعد محاولات عدة من الأم التي طلبت أن تلمس إصبعاً واحداً من يد ابنها.

 

ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن الأم حينها: “لمست إصبعه، وابني مش قادر يترك إصبعي ولا أنا قادرة أترك أصبعه لمدة لم تتجاوز الدقيقتين، ظل يقبله وهو يرتجف ويبكي بشدة”.

 

حياة مع القوارض

وفي 2022، أكدت عائلة مناصرة أن أحمد “يعاني من صداع شديد وآلام مزمنة وحادة تلازمه نتيجة للتعذيب الجسدي والتنكيل النفسي”.

 

وخاطب أحمد قاضي محكمة إسرائيلية في بئر السبع خلال جلسة تمديد عزله عام 2023، قائلاً إنه يعاني من آلام حادة في معدته منذ 45 يوماً، كما تم منعه من استقبال أي أموال من عائلته “للكنتينا”، إضافة إلى أنه يُقدم له طعام سيء ملوث بالحشرات، وأيضاً فإن القوارض تعيش في زنزانته، قبل أن تقرر المحكمة تمديد عزله الانفرادي لمدة 6 أشهر إضافية، بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين.

 

وُلد مناصرة يوم 22 يناير 2002، في القدس، وهو واحد من بين عائلة تتكون من 10 أفراد، وله شقيقان وهو أكبر الذكور في عائلته، إضافة إلى 5 شقيقات. وقبل اعتقاله عام 2015، كان طالباً في مدرسة الجيل الجديد في القدس، في الصف الثامن، بينما لم تسمح له إسرائيل باستكمال تعليمه.