حكم تأجيل صيام الست من شوال بسبب المرض

يتساءل العديد من المسلمين عن حكم تأجيل صيام الست من شوال بسبب مرض أو ظروف تمنعهم من الصيام في الوقت المحدد، إذ يعد صيام هذه الأيام من السنن المستحبة بعد شهر رمضان. لكن، ماذا إذا كانت هناك ظروف صحية تعيق الصيام؟ هل يمكن تأجيلها إلى شهر آخر؟
رد دار الإفتاء المصرية
في ردٍ على هذا التساؤل، أوضح الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن صيام الست من شوال يعد سنة مؤكدة، وليس فرضًا. وأضاف أنه إذا كان المسلم يعاني من مرض يمنعه من الصيام في شوال، أو إذا كان هناك عذر آخر، يمكنه تأجيل الصيام إلى وقت لاحق بعد شفائه. وأشار إلى أنه يمكن قضاء هذه الأيام مثل قضاء النوافل التي فاتت بسبب عذر.
رأي الدكتور علي جمعة
من جهته، اختلف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، مع هذا الرأي، حيث أكد أنه لا يجوز تأجيل صيام الست من شوال إلى شهر آخر، مثل شهر ذي القعدة أو غيره، حتى وإن كان الشخص مريضًا في شوال. وأوضح أن صيام الست من شوال يجب أن يتم في نفس الشهر، حيث لكل زمان ومكان حكمه الخاص.
فضل صيام الست من شوال
تتعدد الفضائل المرتبطة بصيام الست من شوال، إذ ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي أيوب الأنصاري، الذي رواه الإمام مسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر». وتفسير هذا الحديث يعكس الأجر العظيم المترتب على صيام هذه الأيام، حيث تعدل في الثواب صيام سنة كاملة.
التفسير الفقهي لصيام الست
تأتي هذه الفضيلة بناءً على الحديث الذي يوضح أن الحسنة بعشر أمثالها. وبالتالي، فإن صيام شهر رمضان يعدل صيام عشرة أشهر، بينما صيام الست من شوال يعدل شهرين إضافيين، ليكتمل بذلك ثواب صيام سنة كاملة.
في الختام، يجمع العلماء على أن تأجيل صيام الست من شوال لا يجوز في حال عدم وجود عذر شرعي قاطع، مثل المرض الذي يعيق القدرة على الصيام. وعلى المسلم أن يحرص على صيام هذه الأيام في الشهر المحدد، لما فيها من أجر عظيم وثواب كبير.